وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

الثورة مستمرة...

رغم ازدحام نشرات الأخبار في واشنطن خلال الأسبوع الجاري، بالعديد من القضايا المهمة، سواء كان الانخفاض الكبير في أسعار الأسهم يومي الأربعاء والخميس، أو استمرار الارتفاع في أسعار النفط وتزايد التوقعات بوصول سعر البرميل إلى 100 دولار، فإن هجوم عاصفة مايكل التي تحولت إلى إعصار على الأراضي الأميركية، استطاع أن يخطف نصيبه من الأضواء والاهتمام. 

وبينما كانت مدينة شاطئ المكسيك بولاية فلوريدا صاحبة القدر الأكبر من الخسائر، إلا أن بقية مدن الولاية، بالإضافة إلى مساحات كبيرة من ولايات جورجيا وألاباما وكارولينا الجنوبية والشمالية، عانت الإعصار الذي لم يتم الاستعداد له على ما يبدو بالقدر الكافي كما حدث مع إعصار فلورانس الشهر الماضي.

وانتشرت في الولايات المنكوبة مشاهد المباني المنهارة والأشجار المقطوعة والطرق المدمرة، وانقطعت الكهرباء عما يقرب من مليون منزل، وتم إخلاء العديد من المنشآت، بما فيها المستشفيات، بينما ألقيت المعونات للمواطنين بوساطة طائرات الهليكوبتر.

ونقلت شبكة فوكس نيوز الإخبارية عن شركة أكيوويذر AccuWeather، المتخصصة في تقديم توقعات الطقس، أن خسائر الإعصار مايكل الذي اعتبرته ثالث أكبر إعصار يضرب الأراضي الأميركية، تصل إلى نحو 30 مليار دولار، تشمل تدمير وحدات إنتاجية واقتصادية وتجارية. 

وقال جويل مايرز، رئيس ومؤسس الشركة إن هذا العصار «ستكون خسائره أقل من إعصار فلورانس، الذي كبد الاقتصاد الأميركي ما يقرب من 60 مليار دولار، كونه يتحرك أسرع منه، وبالتالي فإن الفيضانات الداخلية التي سيتسبب فيها ستكون أقل». 

أما ما يتعلق بقيمة مطالبات المتضررين من شركات التأمين، ورغم عدم وجود تقديرات رسمية حتى الآن، إلا أن التقديرات الأولية لولاية فلوريدا، أكثر الولايات تضرراً، تشير إلى أن الخسائر لن تكون مكلفة كما حدث وقت إعصار إيرما الذي ضرب الولاية العام الماضي. 

وقال شاهيد حميد، مدير مختبر التأمين والبحوث المالية والاقتصادية بجامعة فلوريدا الدولية «الممتلكات ليست مرتفعة القيمة، وعدد المنازل المتأثرة بالإعصار أقل مقارنة بوقت إعصار إيرما».

وقدر اتحاد شركات التأمين ضد الحوادث طلبات التعويض على الخسائر المؤمن عليها بما يتراوح بين 2 - 4.5 مليار دولار، وهذا بخلاف الخسائر التي يغطيها البرنامج الوطني للتأمين ضد الفيضانات.

كما قدر الخسائر الخاصة بالمباني السكنية بما يتراوح بين 1.5 - 3 مليارات دولار، بينما كانت الخسائر في المباني التجارية في تقديره تتراوح بين 500 مليون ومليار دولار. وكان إعصار إيرما تسبب في 10.4 مليار دولار من تعويضات شركات التأمين، وفقاً لمكتب فلوريدا لتنظيم التأمين.