عامان من الإخفاء القسري.. تعذيب معتقل حتى الموت في سجون الميليشيا الحوثية
يمثل التعذيب واحدا من أكثر الوسائل الحوثية قسوة في الانتقام من الخصوم جراء مواقفهم المعارضة لمشروعها التدميري حيث ينتهي بهم المطاف إلى الموت لعجزهم عن التحمل.
وتوفي يوم الأربعاء المعتقل محمد سعيد محمد ثابت الصلوي، تحت التعذيب بعد عامين من الإخفاء القسري في سجون مليشيات الحوثي بمحافظة تعز.
وبحسب إفادات مصادر مقربة من المعتقل، فإن المعتقل محمد الصلوي توفي إثر التعذيب عقب يومين من الإفراج عنه من سجن مليشيات الإرهاب الحوثية، في مدينة الصالح التي حولتها إلى معتقلات يمارسون فيها كل وسائل التعذيب، بمنطقة الحوبان شرقي المدينة.
وكان الصلوي اعتقل قبل عامين من مديرية خدير الواقعة تحت سيطرتها، ونقلته إلى معتقلها في مدينة الصالح السكنية.
وتعرض الصلوي منذ ذلك الحين لتعذيب وحشي بتهم كيدية عادة ما تلصقها مليشيات الإجرام بمناوئيها السياسيين، وسلمته إلى أسرته وهو في حالة موت سريري وغير قادر على الحركة.
وكان تقرير حقوقي كشف عن إعدام مليشيات الحوثي 14 معتقلا في سجونها دون محاكمات خلال النصف الأول من العام الحالي.
ورصد التقرير الذي نشره التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان ارتكاب مليشيات الحوثي 851 جريمة اعتقال في المدن الواقعة تحت سيطرتها.
وقال التقرير إن 36 معتقلا ماتوا تحت التعذيب، فيما تعرض 199 معتقلا لعمليات تعذيب قاسية أدت إلى إصابتهم بعاهات مرضية من بينهم أطفال وعمال ومعلمون لم ينخرطوا في أي نشاطات سياسية.
من جهتها اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في وقت سابق، مليشيات الإرهاب الحوثية باحتجاز رهائن وارتكاب "انتهاكات خطيرة" بحقهم بما في ذلك التعذيب.
وقالت المنظمة في بيان إنها «وثّقت 16 حالة احتجز فيها الحوثيون أشخاصا بطريقة غير قانونية، غالبا لإجبار أقاربهم على دفع المال أو لمبادلتهم مع محتجزين». مضيفة أن معاملة المسؤولين الحوثيين للمحتجزين قاسية ووصلت في العديد من الحالات إلى التعذيب.
وأوضحت هيومن رايتس ووتش، غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان، أن «محتجزين سابقين وصفوا كيف ضربهم المسؤولون الحوثيون بقضبان حديد وخشب وبالبنادق»، وقالوا إن «الحراس جلدوا المساجين وكبّلوهم بالجدران وضربوهم بالخيزران على أقدامهم كما هددوا باغتصابهم أو اغتصاب أفراد من أُسرهم».
وتتوزع جرائم التعذيب بين الضرب والصعق بأدوات كهربائية والتعليق والحرمان من النوم لساعات طويلة لدفع الضحية الإقرار بالتهم، والاعتراف بجرائم لم يرتكبها.
وإضافة إلى كون الإجراءات الحوثية أصبحت ممقوتة وتعبر عن مدى الخوف الذي تعيشه بعد التقدم الذي أحرزته القوات العسكرية فإنها تعبر أيضا عن تاريخ هذه الجماعة الحافل بالوحشية.
وتعتبر السنوات التي أعقبت سيطرة المليشيات على صنعاء وبقية المدن أكثر السنوات دموية بالنسبة للمعارضين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والذين عادة ما يوجهون انتقادات ساخرة لمليشيات الإجرام بعضها تتعلق بحالات الفقر والعوز.
