أبو حورية: قطعنا شوطًا في ملف محمد قحطان والحوثيون عرقلوا إحراز أي عملية تبادل
أكد الدكتور عبدالله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية- عضو الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين، التوقيع رسميًا على اتفاق بإشراف الأمم المتحدة بخصوص السياسي المختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية محمد قحطان.
ووصف أبو حورية، في لقاء مع برنامج "المسار" على قناة الجمهورية، هذا الإنجاز بأنه "اختراق هام" بعد تسع سنوات من المماطلة والتهرب من قِبل الحوثيين من تنفيذ هذا الاستحقاق الإنساني، وترحيله جولة بعد أخرى من قِبل الجماعة المدعومة من إيران.
وأوضح أبو حورية أن المفاوضات كانت قد قطعت شوطًا ملموسًا في تبادل قوائم الأسرى والمختطفين، بهدف إبرام صفقة تبادل، إلا أن وفد الحوثيين، في اليوم السادس من المفاوضات، انقلب على ما تم الاتفاق عليه ورفع سقف مطالبه بشكل مبالغ فيه، بهدف إفشال الجهود المبذولة وتعطيل إحراز أي تقدم يفضي إلى التبادل.
وأشار أبو حورية إلى أن مليشيا الحوثي رفضت، خلال عام وثلاثة أشهر، التجاوب مع ثلاث دعوات وجهتها الأمم المتحدة لعقد مفاوضات حول ملف الأسرى والمختطفين.
وكانت الأمم المتحدة قد اقترحت عقد الجولة الأولى في سويسرا، بينما اقتُرح عقد الجولتين الأُخريين في عمّان بالأردن، إلا أن الحوثيين تنصلوا من مسؤوليتهم ورفضوا الحضور بعد موافقتهم المبدئية، ثم تراجعوا عن ذلك قبل الموعد المحدد بفترة قصيرة، بهدف الاستمرار في الاستثمار بهذا الملف الإنساني.
وأكد أبو حورية أن الفريق الحكومي كان قد عرض عقد المفاوضات في أماكن مختلفة، تشمل الكويت والرياض والأردن، وحتى العاصمة المؤقتة عدن لقطع الطريق أمام أعذار المليشيا، إلا أن الحوثيين تهربوا من ذلك، وفي النهاية اختاروا العاصمة العمانية مسقط، ظنًا منهم أن الوفد الحكومي سيرفض.
وشدد أبو حورية على استعداد الوفد الحكومي للذهاب إلى أي مكان لمعالجة هذا الملف الإنساني من جذوره، وإعادة لم شمل جميع الأسرى والمختطفين بعائلاتهم.
وردًا على مزاعم المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، الذي زعم أن الوفد الحكومي استثنى ملف السياسي المختطف محمد قحطان في الجولات السابقة، نفى أبو حورية ذلك بشكل قاطع.
وأكد أن ملف قحطان كان حاضرًا في جميع الجولات، إلا أن الحوثيين أصروا على تعطيل أي تقدم فيه.
كما نفى أبو حورية ادعاءات الحوثيين بخصوص المختطفين من عائلة طارق صالح وإعطائهم أولوية دون غيرهم من الأسرى، مؤكدًا أن طارق صالح يعتبر جميع الأسرى والمختطفين أبناءه، وهو دائمًا حريص على الإفراج عنهم دون استثناء وبلا أي تمييز.
واستنكر أبو حورية الحملات المغرضة التي تعرض لها الوفد الحكومي خلال مشاركته في هذه المفاوضات، مؤكدًا أهمية العمل على وحدة الصف الوطني ومقاربة وجهات النظر والتركيز على المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي لاستعادة الدولة وهزيمة الانقلاب.
ودعا أبو حورية جميع أطراف الصف الوطني وشركاء المعركة الوطنية إلى تجاوز الخلافات والتركيز على رص الصفوف والعمل بروح الفريق الواحد من أجل الهدف الوطني الأول المتمثل باستعادة الدولة وهزيمة الحوثيين.
ونفى أبو حورية ما أُشيع عن تجاوز الوفد الحكومي الخطوط العريضة التي حددها رئيس مجلس القيادة الرئاسي لهذه المفاوضات؛ مؤكدًا أن الوفد التزم بكل التوجيهات ووضع رئيس مجلس القيادة أمام كل المستجدات أولًا بأول؛ كما نفى أن تكون المفاوضات قد تضمنت أيضًا شقًا اقتصاديًا.. مؤكدًا أنها تناولت فقط ملف الأسرى والمختطفين.
وأعرب أبو حورية عن بالغ شكره لسلطنة عمان على احتضانها هذه الجولة؛ مشيدًا بالدور الذي اضطلع به مكتب المبعوث الأممي والأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، خلال هذه المفاوضات.