لم يحمل بيان المبعوث الأممي إلى اليمن "هانس غروندبرغ" بشأن جولة مسقط التاسعة للمشاورات حول الأسرى والمختطفين إلا ما يؤكد أنها انتهت إلى طريق مسدود، تاركة ملفًا إنسانيًا شائكًا يواجه أزمة جديدة بسبب تعنت مليشيا الحوثي الإيرانية ورفضها الإفصاح عن مصير السياسي المختطف محمد قحطان؛ حيًا أم ميتًا.

خلال الأسبوع الماضي، انخرط الوفدان (الحكومي والحوثي) في نقاشات ومفاوضات مكثفة برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، بدعم إقليمي كبير، بهدف التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل".

وكانت هذه الجولة قد حملت آمالًا عريضة في إحداث اختراق في ملف الأسرى والمختطفين، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية للدفع باتجاه الوصول إلى حل يعالج هذا الملف الإنساني الذي يراوح مكانه منذ سنوات بسبب التعنت الحوثي.

وبحسب تصريحات المتحدث باسم الوفد الحكومي، ماجد فضائل؛ لم تُبدِ مليشيا الحوثي أي جدية في التوصل إلى حلول تنهي معاناة الأسرى والمختطفين الذي مضى على بعضهم نحو عقد من الاحتجاز.

تعنت المليشيا، وتجزئتها للملف، ورفضها الوفاء بتعهداتها، كلها عوامل أدت إلى إفشال هذه الجولة، كما أفشلت جولات سابقة.

واحتلت قضية السياسي المختطف، محمد قحطان، مكانة بارزة في نقاشات هذه الجولة، حيث تفاجأ الجميع بأن مليشيا الحوثي تقدمت بخيارين: خيار أن يكون قحطان حيًّا وخيار أن يكون ميتًا.

وأمام ذلك، سعى الوفد الحكومي لمعرفة مصيره أو إطلاق سراحه؛ وفي مقابل رفض مليشيا الحوثي تحديد مصيره رفض حزب الإصلاح تبادل الكشوفات حتى تحديد مصير قحطان أولًا.

وعلى مدى أسبوع، لم تُفضِ الجهود إلى نتائج حاسمة، نتيجة استمرار المليشيا الحوثية في التكتم حول مصير قحطان ورفض الكشف عنه بشكل شفاف.

وفيما يبدو أنه أعتراف ضمني بالفشل، أشار المبعوث إلى جولة تكميلية ستُعقد خلال شهرين، وستشهد تبادل كشوفات الأسرى والمختطفين، والتقارب حولها برعاية مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن.

وتُعقّد هذه الجولة الفاشلة الآمال في حل عاجل لهذا الملف الإنساني، كما تُلقي بظلالها على مستقبل المفاوضات القادمة، تاركة عائلات الأسرى والمختطفين في حالة من القلق والترقب بشأن الحال الذي سيستمر عليه ذووها في السجون والمعتقلات بسبب سياسة الابتزاز التي تمارسها المليشيا لإعاقة إحراز أي تقدم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية