في العادة، لا يتخذ الحوثيون أي خطوة إلا بما يتطابق مع سلوكهم ونهجهم، بمعنى أن أي عمل تُقدم عليه مليشيا الحوثي الإيرانية لا يمكن أن يكون حدثًا عارضًا يفلت من إطارها التنظيمي سهوًا إلى السياق العشوائي، أو قرارًا ارتجاليًا مفردًا؛ جميعها أعمال تتم لتلبي رغبات الجماعة وتحقق أجندتها المتسقة مع أجندة طهران

واختطاف المليشيا الإرهابية طائرات الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، وترك حجاج بيت الله الحرام عالقين في المملكة العربية السعودية يندرج تحت هذا المفهوم؛ فلا مبرر أو مسوغ لعملية الاختطاف، لا سيما بعد أن أبطلت الشركة حُجج المليشيا الواهية بخصوص مبيعات التذاكر في صنعاء، وإعادة الأمور إلى طبيعتها رغم الخسائر الفادحة التي تتكبدها الشركة.

لكن؛ يبدو أن للمليشيا غرضًا، فالمؤكد أنها تبحث عن مكسب أو التخلص من مأزق، وليس بوسعها أن تخاطر في أي عملٍ عسكري قد يرتد عليها وبالًا. لهذا؛ تبحث عن الحلقة الأضعف في السلسلة، مهما كانت التبعات الكارثية التي سيتحمل عناءها اليمنيون لا سواهم.

اختطاف أربع طائرات يعني عمليًا تعطيل نحو 60 بالمئة من أسطول الشركة الجوي؛ وهذه بالطبع عملية "قرصنة" تتشابه إلى حدٍ كبير مع عمليات القرصنة التي تنفذها المليشيا الحوثية في البحر الأحمر، والمشترك بينهما أن ارتداداتهما المدمرة يتحمل وزرها اليمنيون ويدفعون الكلفة الباهظة لكل هذا الطيش على حساب وضعهم الإنساني المزري الذي يتردى يومًا وراء آخر.

استهدف الحوثيون السفن بشعارات "نصرة غزة" فكانت النتيجة ارتفاع أسعار التأمين على شحنات الغذاء الواردة إلى اليمن، وأغلقوا الطرقات بين المدن والمحافظات فكانت النتيجة تعميق معاناة ملايين اليمنيين، واليوم يختطفون طائرات الخطوات الجوية اليمنية وستأتي التبعات، بلا شك، على حساب عشرات الآلاف من المرضى والمغتربين الذين يستخدمون هذا الأسطول للوصول إلى الخارج.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية