من العمل الإغاثي إلى السجون.. يمنيات يواجهن إرهاب الحوثي
تعمل مئات اليمنيات في قطاع الإغاثة والأنشطة الإنسانية منذ سنوات لمساعدة ملايين العائلات المحاصرة بالفقر والجوع الناجمين عن حرب مليشيا الحوثي، دون أن يخطر في بالهن أن يقعن يومًا ضحايا إرهاب المليشيا ويتم إلباسهن تهمًا لا أساس لها بهدف تشويه سمعتهن.
لكن؛ العديد من النساء اللائي قضين سنوات من أعمارهن في تقديم المساعدة والعون للعائلات المحتاجة، وجدن أنفسهن نهاية المطاف في سجون المليشيا الحوثية، يواجهن تهم التجسس والعمالة لدول أجنبية، وهي التهم الجاهزة التي تلصقها المليشيا بأغلب المختطفين.
واختطفت المليشيا الحوثية، خلال الأسابيع الماضية، أكثر من 70 موظفًا في وكالات إغاثة دولية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، أو موظفين سابقين في سفارات أجنبية، بعضهم أُجبروا على تسجيل اعترافات تحت الإكراه بالعمل التجسسي لصالح دول غربية؛ وكان من ضمن المختطفين مجموعة نساء تم اقتيادهن من منازلهن وأمام عائلاتهن بطريقة مهينة.
ومن ضمن المختطفات؛ فادية السريحي- مديرة الشؤون المالية في المعهد الديمقراطي الوطني- التي تم اختطافها مع زوجها وطفليهما، عقب مداهمة المليشيا الإرهابية منزلهم؛ غير أنها أفرجت عن الزوج في اليوم ذاته، والأطفال في اليوم التالي فيما لا تزال (فادية) في المعتقل حتى اليوم.
المليشيا ذاتها اختطفت، كذلك، موظفة في برنامج الأغذية العالمي كانت تقيم في صنعاء، إضافة إلى سميرة علي بلح- المنسقة الميدانية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بمحافظة الحديدة- التي تعمل أيضًا ناشطة ومسؤولة في مؤسسة "حقي" لذوي الإعاقة.
أما سارة الفائق- المدير التنفيذي للائتلاف المدني للسلام- فقد اختطفتها مليشيا الحوثي الإرهابية مع زوجها وأطفالهما الأربعة، وتم الإفراج مؤخرًا عن زوجها (فيصل قاسم) وأطفالهما مع وضعهم تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، فيما لا تزال (سارة) رهن الاختطاف.
المواطنة رباب المضواحي- مديرة أحد البرامج في المعهد الديمقراطي الأمريكي- تم اختطافها هي الأخرى من قِبل المليشيا الحوثية الإرهابية، بعد عملية مداهمة لمنزلها، تعرضت خلالها للضرب المبرح من قِبل "زينبيات" المليشيا، وتم اقتيادها مع زوجها إلى المعتقل، ولا تزال- حتى اليوم- رهن الاعتقال.
وتشكل عمليات الاختطاف المنظمة للعاملات في مجال الإغاثة الإنسانية سابقة خطيرة؛ وتأتي امتدادًا لعمليات القمع والإرهاب المنظم التي تمارسها المليشيا ضد النساء منذ انقلابها على الدولة.