الاستثمار الحوثي لمأساة غزة يتهاوى أمام وعي اليمنيين
من كارثة صافر داخليًا إلى مأساة قطاع غزة خارجيًا، تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية استثمار الكوارث والمآسي لفرض نفسها بقوة على اليمنيين.
ويقول مراقبون، إن مليشيا الحوثي فشلت في إعادة تسويق نفسها على اليمنيين عبر استثمار القضايا، وإنها لم تتمكن من محو إرهابهم وجرائمها ودمويتها من ذاكرة اليمنيين، أو ضرب الحواضن الشعبية للقوى الوطنية.
تاجرت ميليشيا الحوثي بكل شيء في سبيل ترسيخ مشروعها. استخدمت الكوارث والمآسي، وخلقت المعاناة وعملت على استمرارها، وتطورت لاحقًا إلى استخدام المأساة الخارجية لتحقيق الهدف ذاته، كما هو الحال في مأساة غزة.
كما كارثة سفينة صافر، تحولت مأساة غزة إلى ورقة رابحة بيد ميليشيا الحوثي. استثمرتها منذ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فزعم الحوثي مواجهة إسرائيل وهو الذي لم يقتل إسرائيلي واحد، كما لم يدمر منشأة إسرائيلية واحدة.
اقتاد السكان بالقوة إلى معسكراته للتجنيد، وأطلق الصواريخ على الملاحة الدولية مستهدفًا السفن التجارية إلا الإسرائيلية التي لم تصب سفينة واحدة حتى اللحظة، وفر من المفاوضات السياسية بعد أن كانت على أعتاب التوقيع، وتحت عنوان هذه المأساة، اختطفت ميليشيا الحوثي وأخفت وعذبت وقتلت مئات المواطنين، ونهبت حقوق الآلاف، وكالت تهم العمالة لكل صوت يرفضها أو يقاتلها، مراهنة على مكانة القضية الفلسطينية في قلوب اليمنيين.
أحد عشر مواطنًا من تهامة، اختطفتهم وعذبتهم المليشيا ذاتها بتهمة العمالة الاسرائيل. وهي التهمة التي وزعتها المليشيا ذاتها على كل خصومها، وكل صوت يطالب بحقه، أو ينادي برفع أذية مرتزقة إيران عنه، أو حتى يناشد بإنصافه من إرهاب يمارسه قيادي حوثي دفعت به المرحلة الأسوأ إلى انتحال منصب بقوة السلاح، يمارس عبره مهن القتل، والنهب، والسطو، والاختطاف، والتفجير، وفرض الجباية، ومراكمة الثروة بطريقة غير المشروعة.
لم يجد الحوثي أن يصفى حسابه مع اليمنيين إلا باستثماره هذه المأساة. فهو بلا مشروعٍ وطني، ومتجرد من الانتماء الوطني، ومنذ اليوم الأول من ولادة مليشياته كان عميلٍ وحتى اليوم، ويقر بعمالته بنفسه لصالح إيران، وينفذ أجنده الأخيرة.
أجندة لم تجد سوق مقبولٌ في اليمن، بما في ذلك، باستخدام قوة السلاح. حاول بشتى السبل فرض هذه الأجندة، ورفضها الشعب الذي يخوض أقدس معاركه على جبهات القتال، والانتفاضات في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي بقوة السلاح أخرها في مديرية ماوية، حيث الملحة الوطنية التي سطرها البطل محمد السناوي ورفاقه الجمهوريين ضد بقايا الإمامة.
وفي حين يتطور هذا الاستثمار، يتنامى وعي اليمنيين أكثر بمليشيا الحوثي الإرهابية بعد تسع سنوات من الحرب التي تشنها على الشعب اليمني. لقد بدأ الحوثي واضحًا، ولم يتمكن من ضرب الحاضنة الشعبية للقوى الوطنية، تمامًا كما لم يتمكن من إيجاد أي حاضنة شعبيه حقيقية له، فهو بلا شيء إلا إرهابه الذي يقاومه اليمنيون ويواصلون درب الكفاح الوطني حتى إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة والانتصار الجمهورية واستعادة العاصمة صنعاء.