نهب مستودعات واستهداف ناقلات واعتقال موظفين.. جرائم حوثية تعلمها المنظمات الأممية وتخفيها عن العالم «وثيقة سرية»
حصلت «وكالة 2 ديسمبر» على وثيقة تكشف نهب مليشيات الحوثي لمنشآت تابعة لمنظمات إغاثية أممية وانتهاكات تمارسها المليشيا بحق موظفي تلك المنظمات.
كما تكشف الوثيقة اعترافاً صريحا لبرنامج الأغذية العالمي أنهم كانوا يعلمون بتلك الانتهاكات والنهب وأنهم رغم ذلك لم يتخذوا أي إجراء حياله.
الرسالة السرية التي بعثها أحد مديري برنامج الإغاثة العالمي في اليمن إلى رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للمليشيات الإرهابية في صنعاء، يترجاه الإفراج عن موظفين اثنين اختطفتهم الجماعة من صنعاء والحديدة.
يأتي ذلك في وقت استحدثت فيه مليشيات الكهنوت الحوثي. هيئة خاصة للتعامل مع المنظمات الإغاثية والسيطرة على الموظفين المحليين في تلك المنظمات، حيث تمنع الهيئة اي يمني من العمل مع منظمات الإغاثة أن لم يكن قد اخذ موافقة من جهاتها الأمنية.
وجاء في الرسالة «أكتب إليكم اليوم للتعبير عن قلق وخيبة أمل بشأن الانتهاكات المتكررة والمستمرة للقانون الإنساني الدولي من قبل قوات الحوثيين في الحديدة. منذ 11 سبتمبر 2018، انتهكت القوات مراراً الاتفاقات المبرمة (...) من أجل احترام الطابع الإنساني لوعودنا وضمان خلوها من الأسلحة».
وأضافت: «وعلى وجه التحديد، دخلت القوات على الأقل في مرافق (تتعاقد الأمم المتحدة معها) وهي صوامع البحر الأحمر، ومستودع الحمادي، وقد أدى الانخراط في الأنشطة العسكرية لمنشآتنا إلى تعريض أكثر من 45 ألف طن متري من المواد الغذائية للضياع، وهو أمر حيوي للسكان المحليين، كما أن مبانينا يجب أن تكون محمية من الغارات الجوية والهجمات الأخرى».
وشدد المسؤول في رسالته على أن «هذه الإجراءات تتعارض مع مبدأ التمييز وتنتهك الالتزام المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي العرفي الذي ينص على وجوب اتخاذ الاحتياطات الممكنة لفصل المدنيين والأهداف العسكرية».
ويرى مراقبون أن الوثيقة السرية تضع علامات استفهام عن طبيعة العلاقة بين المنظمات الأممية ومليشيا الحوثي ومعايير العمل الإنساني الذي تنتهجها.
وقال أحد المراقبين في تصريح لـ «وكالة 2 ديسمبر» إن هذه الوثيقة تعيد تسليط الضوء على الدور المشبوه الذي تلعبه مؤسسات المنظمة الدولية في هذا البلد، والأشخاص الذين يقفون وراء انحيازها لصفوف المتمردين!!
واستهدفت مليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية ناقلات إغاثية ومنشآت تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في محافظة الحديدة دون أن يبدر من البرنامج أي اتهام صريح للمليشيا.
ففي نهاية شهر أغسطس الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي إن سائق شاحنة تابعة له أصيب بجراح خطيرة نتيجة إطلاق قذيفة استهدفت الشاحنة عندما كانت في طريقها لتوصيل مساعدات إلى حي التُحيتة، جنوبي الحديدة.
وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في تصريح صحفي منتصف سبتمبر الجاري إن الشاحنة، التي كان عليها لافتة واضحة تدل على أنها تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، حملت حوالي 30 طنا من المساعدات الغذائية، تكفي لحوالي ألفى شخص لمدة شهر واحد.
وأضاف المتحدث أن قذيفة هاون أصابت أيضا مستودعا تابعا للبرنامج في مدينة الحديدة يسع لكمية من الطعام تكفي لمساعدة أكثر من 19 ألف شخص من المحتاجين.
واكتفى المتحدث باسم البرنامج في الجريمتين باتهام من أسماها «مجموعة مسلحة مجهولة الهوية» بارتكاب الجريمتين المنفصلتين وإطلاق قذيفتي الهاون على الشاحنة والمستودع.
هذه التصريحات والبيانات التي لم تتهم المليشيا بارتكاب الجرائم بحقها لاقت استياء واسعاً في اليمن ودول التحالف العربي وظهر جلياً في تصريحات رسمية لمسؤولين في الحكومة اليمنية.
واستنكر وزير الإعلام معمر الإرياني تعمد بيان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عدم إدانة ميليشيات الحوثي لاستهدافهم شاحنة تقل مساعدات إنسانية في اليمن، رغم وجود دليل قاطع على تنفيذهم الهجوم.
كما اقتحمت مليشيات الحوثي الإرهابية في 24 سبتمبر الجاري مخازن برنامج الأغذية العالمي بالحمادي بمدينة الحديدة
وقال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية إن مليشيا الحوثي المقتحمة اعتدت على الحراسات الأمنية للمستودع واتخذت من المكان ثكنة حرب تحاشيًا لاستهدافهم.