المحرر السياسي| مستمرون والعهد صنعاء
تُخلدُ الأحداث الكبرى في سجلات التاريخ، وتُصبح علامات فارقة في مسيرة الشعوب، تاركةً بصماتها الخالدة على مر الزمن؛ والتاسع عشر من أبريل 2018 أحد تلك الأيام الخالدة في الذاكرة الوطنية، اليوم الذي انطلقت فيه شرارة المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، إيذاناً ببدء ملحمةٍ صمودٍ ونضالٍ وتضحيةٍ في سبيل تحرير الوطن من براثن الانقلاب الحوثي.
خاضت المقاومة الوطنية، خلال ست سنواتٍ، رحلةً بطوليةً خالدة، حافلةً بالتحديات والمحطات المفصلية، تجلّى فيها صمودٌ أسطوريٌّ وإصرارٌ لا يلين على تحقيق النصر، وبرهن اليمنيون على أنهم شعبٌ عظيمٌ لا ينكسر أمام جبروت الطغاة، وأنهم قادرون على استعادة حريتهم وكرامتهم مهما كانت التضحيات والكُلَف.
كدرعٍ حصينٍ يحمي الوطن، وبوصلةٍ ترشد نحو المستقبل، برزت المقاومة الوطنية رمزاً للصمود والنضال في وجه مخططات المليشيا الحوثية المدعومة من إيران. فمنذ انطلاقها وقفت صامدةً بجسارة في وجه المدّ الصفوي عبر أدواته (مليشيا الحوثي)، مدافعةً بأنهر من الدماء عن حياض اليمن وكرامة اليمنيين، وحاملةً لواء الثوابت الوطنية والقيم الحمهورية.
لم يقتصر جهاد المقاومة الوطنية على النضال العسكري فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى إعادة الأمل والحياة إلى المناطق المحررة؛ اهتمت بإعادة تأهيل البُنى التحتية، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، ودعم القطاعات الحيوية، كالتعليم والصحة، بل وسعت جاهدةً لتعميق الانتماء الثقافي للهوية الوطنية الجامعة وسط المجتمع، ودحض المشاريع الدخيلة والهدامة التي تعمل عليها مليشيا الحوثي.
خلال ست سنوات، قدمت المقاومة الوطنية نموذجاً يُحتذى به في مختلف المجالات، وخاضت معركتها على مسارات ثلاثة متكاملة، عسكرياً وسياسياً وتنموياً، والمسار الأخير شواهده الرائدة ماثلة للعيان لكل ذي بصيرة، تجسدها المشاريع التنموية والخدمية التي أحرزتها المقاومة طيلة السنوات الماضية.
مع دخولها عامها السابع في عمرها الحافل بالتضحيات والإنجازات، تواصل المقاومة الوطنية اليوم مسيرتها البناءة نحو تحقيق أهدافها النبيلة، وهي عاقدة العزم على تحرير كل شبر من تراب اليمن، وإعادة بناء الدولة اليمنية على أسسٍ وطنية راسخة، وتحقيق حلم اليمنيين في حياةٍ كريمةٍ آمنةٍ مستقرة.
يومٌ مهيبٌ هذا اليوم، يمُرّ علينا ونحن نُحيي الذكرى السادسة لانطلاق المقاومة الوطنية. لحظةٌ تاريخيةٌ تستحقّ الوقوف والتأمل، واستحضار ملاحم الصمود والنضال التي سطّرها أبطال المقاومة خلال ستة أعوامٍ خالدة؛ فكلّ قطرةٍ من دماء شهدائها الأبرار، وكلّ معركةٍ خاضتها، وكلّ مشروعٍ تنمويّ أُنجز، هي حكايةٌ تُروى، وشاهدٌ يُخلّد تضحياتٍ عظيمةً، وفجرٌ يُبشر بمستقبلٍ واعدٍ لليمن، لن تتوقف معركتنا حتى يتحقق