خطى ثابتة ورؤى واضحة.. المكتب السياسي في عامه الرابع
في الذكرى الثالثة لتأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، نقف لنتأمل مسيرة هذا الكيان الوطني الخالص وهو يستهل العام الرابع على ولادته في مخاض عسير؛ فمنذ إعلانه في ربيع 2021، والمكتب السياسي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه النبيلة، متجاوزًا المعوقات التي تعترض طريقه، وموحدًا الصفوف في مواجهة التحديات الكبرى.
خلال ثلاث سنوات، أظهر المكتب السياسي للمقاومة الوطنية قدرة فائقة على التأثير والمساهمة في الشأن الوطني، والعمل على تجاوز الخلافات البينية بين القرقاء وتعزيز الوحدة الوطنية ضد المشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي الإرهابية)، وكان له في هذا المضمار دور بارز في تحقيق التقارب بين القوى السياسية المختلفة، وتوحيد الجهود ضد العدو المشترك (مليشيا الحوثي الإرهابية).
منذ البداية، يحمل المكتب السياسي رؤية وطنية واضحة ضد الإمامة والمشروع الإيراني، معبّرًا بذلك عن إرادة اليمنيين الصلبة في مواجهة التحديات الوجودية التي تهدد حاضره ومستقبله، وقد كانت الدماء والتضحيات الجسام التي قُدمت في هذا السبيل، الأساس الذي بُنيت عليه أهداف المكتب السياسي ومساعيه النبيلة، وفي مقدمتها استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب.
في هذه الفترة ورغم قصرها، لم يهتم المكتب السياسي أنه يسعى للمنافسة على المكاسب السياسية؛ بل كان ولا يزال هدفه الأسمى هو شرف المقاومة والدفاع عن القيم الوطنية، وأثبت خلال هذه السنوات أنه شريك أساسي وصوت للمقاومة على الأرض، مساهمًا في تحقيق تقارب وطني جامع بين القوى الوطنية المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن.
لم يكن إعلان المكتب السياسي يومها حدثًا عابرًا وسط زحمة الأحداث؛ بل تعبيرًا صادقًا عن إرادة شعب يرفض الخضوع والاستسلام، شعب ينشد الحرية ويقف بوجه كل من تسول له نفسه المساس بسيادة اليمن وكرامة أبنائه.
في هذه الذكرى نستذكر مسيرة ثلاث سنوات من العطاء والنضال، مسيرة كانت مليئة بالتحديات والإنجازات، تجسد في طياتها الأمل والعزيمة لشعب يسعى نحو تحقيق الحرية والكرامة؛ والمكتب السياسي يتطلع اليوم إلى مستقبل يسوده السلام والازدهار لليمن وشعبه العظيم مستندًا إلى الإرادة الصلبة لشعبه وتطلعاته نحو غدٍ أفضل.
لقد كان المكتب السياسي بمثابة البوصلة التي أرشدت الجهود الوطنية نحو هدف مشترك، وهو الحفاظ على الهوية اليمنية وصون السيادة الوطنية؛ فمن خلال النظر إلى الوراء، نجد أن المكتب السياسي لم يكن مجرد مشارك في العملية السياسية؛ بل محركًا للتغيير الإيجابي، برؤيه وطنية واضحة وراسخة على قاعدة الثوابت والقيم الوطنية.
إن المكتب السياسي لم يقتصر دوره على الساحة المحلية فحسب؛ بل تعداه ليكون له صوت مسموع في الساحة الدولية، من خلال الدبلوماسية الفعالة والتواصل المستمر مع المجتمع الدولي، حيث عمل على توضيح الوضع في اليمن والتأكيد على أهمية الدعم الدولي للقضية اليمنية.
إن إنجازات المكتب السياسي لا تقتصر على الأهداف قصيرة الأمد ولا الأنشطة والفعاليات السياسيةالوقتية؛ بل تمتد لتشمل تطلعات طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق الاستقرار وهزيمة الانقلاب وتشكيل مستقبل آمن ورخي لليمن، يضمن لشعبه الحر مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم.