"أخطاء فردية".. جرائم حوثية ممنهجة ومبررات أكثر جرمًا (تقرير)
أعادت جريمة المليشيا الحوثية الإرهابية في رداع فتح سجلٍ حافلٍ بالجرائم والانتهاكات المروّعة والمتنوعة، التي مارستها مليشيا الحوثي ضد اليمنيين طيلة السنوات التسع الماضية، وبُررت بشكل مفضوح بأنها "تصرفات فردية".
وعقب المذبحة الشنيعة الناجمة عن نسف منازل الأبرياء فوق ساكنيها برداع البيضاء، توقع كثيرون، منذ الوهلة الأولى، أن تحيل المليشيا الإرهابية أسباب الجريمة إلى "أخطاء فردية" كما هي عادتها في التعامل مع سلسلة طويلة من جرائم لا تكاد تنتهي، اكتمل فيها الشر بتقييدها تصرفًا فرديًا.
الأمر ذاته تكرر حينما أقدمت عناصر من مليشيا الحوثي بمصادرة الأعلام من المحتفلين بثورة السادس والعشرين من سبتمبر في صنعاء وتمزيقها، وطرحها أرضًا والدوس عليها، العام المنصرم، خرجت المليشيا الحوثية وبررت الأمر بأنه تصرفات فردية؛ وهو ما يفسر النهج العدائي الشامل لكل ما يمت لليمنيين وحياتهم وانتمائهم الجمهوري بِصِلة.
بدأت الجرائم الحوثية المسجلة على قائمة "تصرفات فردية" مبكرًا؛ ففي 2014، عام اجتياح المليشيا لصنعاء، اغتصب عناصر حوثيون فتاة في العقد الثاني من عمرها وهي عائدة إلى منزلها في منطقة مذبح عقب صلاة المغرب، وعندما تأجج الوضع ضدها بين أهالي الحي أحالت الجريمة إلى تصرف فردي، وقامت بتهريب الجناة وتأمينهم؛ فهذا التوجه الوحشي مع جهوزية التبرير يأتي في صلب المشروع الحوثي وبدأ العمل فيه بشكل مبكر.
في ديسمبر 2020، قُتلت المواطنة "أحلام العشاري" على يد قيادي في مليشيا الحوثي ببلدة العدين في إب، الذي اعتدى عليها بشكل وحشي حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أمام أعين أربعة من أطفالها، وسرعان ما خرجت المليشيا لتبرر الجريمة بأنها تصرفات فردية وليست نهجًا متبعًا في مشروعها القائم أساسًا على هذه السلوكيات والممارسات.
وعندما منعت مليشيا الحوثي النساء من العمل في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها عام 2021، واجهت غضبًا شعبيًا متزايدًا، ولتهدئة حالة الغضب زعم المشرف الحوثي ومنتحل صفة نائب وزير الخارجية حسين العزي بأن ما حدث "تصرف فردي" ولا علاقة لجماعته به.
جرائم كثيرة كل واحدة أفضع من الاخرى ارتكبتها مليشبا الحوثي الإرهابية في إب والبيضاء ونسبتها إلى تصرفات فردية، وحينما اندلع القتال بين قبائل همدان ومليشيا الحوثي عام 2022، في الجوف، واتسعت رقعة المناصرة للقبائل على خلفية محاولة المليشيا السطو على أراضيها؛ بادرت الجماعة المدعومة من إيران بإرسال مشرفها في الجوف المدعو محسن قعشم لتحكيم القبيلة وإبلاغها أن كل ما حدث ناجم عن "تصرفات فردية".
واتبعت المليشيا الحوثية نهجًا متناغمًا في جرائم متعددة الأوجه أثناء تبريرها، وكان الشائع في تبريراتها تقييد هذه الجرائم والممارسات ضد "أفراد" لا يخضعون للمساءلة ولا العقاب؛ بل وأحيانًا تتم مكافأتهم على جرائمهم التي تُعد في الأساس سلوكًا متأصلًا في مشروع المليشيا الحوثية الإرهابية.