من لندن.. طارق صالح يحدد مفتاح الأمن في البحر الأحمر (تقرير )
كان ثريًا ما خلص إليه الحوار الذي أجراه معهد تشاتام هاوس مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح على هامش زيارته إلى لندن، من حيث غزارة المعلومة ونقاؤها على جوانب مختلفة، والإيضاحات الشفافة التي قدمها طارق صالح بشأن العديد من القضايا والمواضيع ذات الصلة باليمن.
وأفرد النقاش مساحة امتدت لأكثر من نصف ساعة، تناول خلالها مواضيع متعددة ابتداء من أزمة البحر الأحمر مرورًا بعملية السلام وتشكل المكتب السياسي وعلاقة المقاومة الوطنية بمحيطها من القوى الوطنية المناهضة للمشروع الحوثي، وصولًا إلى الدور الإيراني في اليمن والأنشطة التي يديرها الحرس الثوري لصالح المليشيا.
وأشار طارق صالح إلى أن الحل الوحيد لمعالجة أزمة البحر الأحمر- الناتجة أساسًا عن اتفاق ستوكهولم الذي مكن مليشيا الحوثي من الحديدة، ويدفع ثمنه العالم اليوم- لن ينتج عن عمليات منتقاة للتحالف الدولي المسمى "حارس الازدهار"؛ بل يتمثل في ضرورة دعم الحكومة اليمنية بشكل جدي لمساعدتها في فرض السيطرة على كامل التراب الوطني.
وينبغي- وفقًا لنائب رئيس مجلس القيادة- أن يشمل الحل خطة شاملة لدعم الحكومة اليمنية لتتمكن من بسط سيطرتها على الأراضي اليمنية وتأمين الملاحة الدولية، إذ يُعتبر هذا التوجه نقطة محورية في النقاش حول الأمن الإقليمي والدولي، ويحتم على المجتمع الدولي إعادة النظر ودعم الحكومة اليمنية كممثل شرعي للشعب اليمني وصاحبة الحق في استعادة الأرض وحماية سواحلها لضمان عدم استخدامها منصة لتهديد الأمن العالمي.
ينظر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، باعتباره قائدًا سياسيًا وعسكريًا، إلى أزمة البحر الأحمر من الزاوية المنطقية من حيث الأسباب والتداعيات والحلول. وبما أنها أزمة ناجمة عن هجمات تُنفذ من البر اليمني- مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا- فإن حلها يتطلب دعمًا فاعلًا للحكومة لإدارة معركتها البرية ضد وكلاء إيران بكفاءة، وبما يمكنها من القضاء على هذه التهديدات، بدلًا من الاستمرار في عمليات دفاعية تنطلق من البحر لا ينتج عنها تأثير استراتيجي.
ومع وجود خبراء من حزب الله والحرس الثوري في اليمن، استبعد طارق صالح انتهاء أزمة البحر الأحمر بانتهاء الحرب في غزة؛ لأن هذا السيناريو تم إعداده مسبقًا من قِبل إيران بشكل مستقل ليطول أمده، ولا علاقة له بالعدوان الإسرائيلي على غزة؛ بل هو عمل في صلب المشروع الإيراني الهادف إلى إثارة الفوضى في مضيق باب المندب باستخدام الأداة الحوثية التي أنشأتها طهران أساسًا لهذا الغرض.