المليشيات تكتم أصواتا ناقدة لفسادها بشركة النفط وتوقف نقابيا عن العمل
أوقفت مليشيات الحوثي الكهنوتية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها نقابيا في شركة النفط اليمنية، على خلفية انتقاده الفساد المستشري في الشركة والممول من قبل قيادات في الجماعة.
وحصلت «وكالة ٢ ديسمبر» على نسخة مذكرة صادرة عن مدير شركة النفط بصنعاء - معين من قبل المليشيات - تقضي بإيقاف النقابي الناشط محمد الحمزي عن عمله في الشركة.
واتهمت المذكرة المرفوعة من إدارة الشؤون القانونية إلى إدارة الموارد البشرية، اتهمت الحمزي بالإساءة للشركة ومسؤوليها، معللة ذاك بأنه يمس بالمصلحة العامة.
من جانبه استنكر مجلس التنسيق واللجان النقابية بفروع الشركة ومنشآتها القرار التعسفي الصادر من قبل قيادة شركة النفط بتوقيف النقابي الحمزي، وكذا نقل النقابي علي صالح واصل من عمله، على خلفية آرائهما وانتقاداتهما العبث والفساد داخل شركة النفط المختطفة بيد المليشيا الحوثية، عبر صفحاتهما بمواقع التواصل الاجتماعي.
وقال بيان للمجلس «إن هذا الإجراء ما كان ليصدر لولا المواقف النقابية المسؤولة التي يضطلع بها الحمزي وواصل، مؤكدا أن هذه الإجراءات المتخذة تمثل مخالفة للوائح الإدارية والقانونية في الشركة، معبرين عن رفضهم لقرار توقيف النقابي محمد الحمزي، ووقف راتبه، وهو الذي تحمل مع بقية زملائه مسؤولية الدفاع عن شركة النفط وعن حقوق العاملين ومكافحة الفساد والعبث الذي وصل إلى درجة من الإسفاف والجراءة لاستهداف النقابيين».
وشدد البيان على أن هذه القرارات تهدف لإبعاد الكوادر النقابية بشكل متعمد ودون أي مبررات قانونية. معتبرا أنها قرارات تستغل الوضع العام للبلد. محملا وزارة النفط وحكومة صنعاء ورئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط المسؤولية الكاملة عن هذه القرارات.
ودعا البيان النقابة الفرعية للنفط والغاز وكذا النقابة العامة للنفط والكيماويات والمعادن والاتحاد العام لنقابات عمال اليمن للاضطلاع بمسؤولياتهم القانونية والمهنية تجاه ما يحدث للنقابيين في شركة النفط.
وتزامنت هذه التعسفات التي تطال النقابيين في شركة النفط المختطفة بيد المليشيا مع استمرار الأزمة الخانقة للمشتقات النفطية التي تشهدها العاصمة صنعاء وعدة محافظات، والتي أكملت أسبوعها الثاني على التوالي. حيث وصل سعر الدبة البترول (20 لتراً) 13.500 ريال، فيما بلغ سعر دبة الديزل 9000 ريال في المحطات الرسمية والخاصة التي تتوافر فيها المشتقات النفطية رغم الطوابير الطويلة للسيارات والمركبات والدراجات النارية التي تشهد زحاماً شديداً وإقبالاً من قبل السائقين.
وكانت عناصر الميليشيات الإرهابية احتجزت الأسبوع الماضي العشرات من القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية في نقطة جمركية مستحدثة بمفرق منطقة عفار مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء، في مسعى يهدف لإحداث أزمة في المشتقات النفطية لبيعها في السوق السوداء الذي أنعشته المليشيا مؤخراً، ولاستعطاف العالم بأن معركة تحرير الحديدة أوقفت تمويل المحافظات بالمشتقات النفطية.
الجدير بالذكر أن مليشيا الحوثي افتعلت قبل أشهر أزمة مماثلة للمشتقات النفطية والغاز ورفعت أسعارها إلى أضعاف ما كانت عليه، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان المحاصرين في مناطق سيطرة الكهنوت.