تقرير يكشف متى وأين بدأ التخطيط الإيراني لشن هجمات تجاه الملاحة في البحر الأحمر عبر الحوثيين
كشفت تقرير صحفي عن معلومات تم تسريبها من اجتماع "طارئ وصاخب" عقدته فصائل إيران في العراق بتاريخ 28 نوفمبر 2023، الذي صادف مرور 47 يومًا على حرب غزة؛ لمناقشة "احتمالات شن هجمات على سفن تجارية غربية في المياه الدافئة".
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم السبت، فإن الاجتماع الذي وُصِف بالصاخب والطارئ لفصائل إيران في بغداد، حضره غالبية القادة الأساسيين فيها، ومنهم رئيس "منظمة بدر" هادي العامري، ورئيس حركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وممثلون آخرون عن حركة "النجباء"، و"كتائب حزب الله" وفصائل أخرى.
وذكرت الصحيفة أن "رئيس الأركان" عبدالعزيز المحمداوي، المعروف بـ"أبو فدك"، تحدث فيه عن "نُذر حرب في المنطقة".
ووفقًا للصحيفة، فإن الاجتماع ناقش "احتمالات شن هجمات على سفن تجارية غربية في المياه الدافئة"، بعدما استعرض ممثل إحدى الفصائل معلومات عن "تهريب مسلحيه تقنيات عسكرية ومعدات إلى الحوثيين في اليمن (ستساعدهم) على تطوير قدراتهم في البحر الأحمر"، دون الكشف عن طريق ووسيلة تهريبها.
وبعد نحو أسبوعين من الاجتماع، في 3 ديسمبر (2023)، قالت جماعة الحوثي إنها شنّت هجومًا بصاروخ بري وطائرة مسيّرة على سفينتين إسرائيليتين في "باب المندب".
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن "أبو فدك" يشغل منصب "رئيس الأركان" الذي استُحدث بعد عام 2016؛ للإشراف على العمليات العسكرية للفصائل، وهو القائد السابق لـ"كتائب حزب الله" في العراق، وشخصية محورية داخل الفصائل، وهو، كذلك، خليفة قائد الحشد السابق "أبو مهدي المهندس" الذي قُتل بغارة أمريكية، مطلع 2020، مع قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني.
ونُقل عن "أبو فدك" أنه أرسل ما اُعتبر برقية عسكرية روتينية: "إننا ندخل حالة إنذار"، وتابع: "الظرف الحساس في المنطقة وما سيجري يعتمد أساسًا على التزامنا بما اتفقنا عليه". فما الذي اتفقوا على الالتزام به؟ ومن هم؟
وتتابع الصحيفة، أن ملامح هذا الاتفاق وأطرافه بدأت تتضح في اليوم الـ28 من الحرب، عندما ظهر أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في خطاب هو الأول منذ بدء "طوفان الأقصى"، أثنى فيه على قرار العراقيين مهاجمة الأمريكيين بوصفه "حكيمًا وشجاعًا".
ووفق الصحيفة، فإنه يبدو أن خطة تنص على "تبادل الأدوار" بين أذرع إيران في المنطقة، وتوحيدها ضمن ما تقول القوى الموالية لإيران في لبنان واليمن والعراق إنه "توحيد للساحات" لتحسين صورة إيران التفاوضية أمام الولايات المتحدة والغرب في ملفاتها المفتوحة.