غمرت خيامهم.. الأمطار تفاقم معاناة النازحين في غزة
بينما يعيش أهالي قطاع غزة ظروفاً إنسانية كارثية نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي لليوم الـ 68، فاقمت أمطار الشتاء معاناة النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم. فقد غمرت المياه خيامهم وتعرضت للتلف نتيجة هطول أمطار غزيرة مستمرة منذ الأمس إلى اليوم الأربعاء، في جباليا ودير البلح - وسط - إضافة إلى جنوب القطاع.
وأظهرت مقاطع فيديو الأمطار وهي تغمر مناطق النازحين، لتنهمر فوق رؤسهم داخل خيامهم، ما أغرق ملابسهم وكل ما يملكونه من أغطية تقيهم برد الشتاء القارس.
كما كشفت مشاهد مصورة، تحول الأرض الترابية التي ترتكز عليها آلاف الخيام إلى منطقة طينية بفعل مياه الأمطار الكثيفة.
فيما ارتفع منسوب المياه بشكل كبير ما أعاق حركة المشي لكثير من كبار السن والصغار خصوصاً، في ظل غياب أي مقومات إنسانية تساعد النازحين على حماية أنفسهم، ما اضطرهم إلى محاولة تنظيف الخيام بما تيسر لهم من معدات بسيطة للغاية.
ويثير تساقط أمطار غزيرة مخاوف من حدوث فيضانات في قطاع غزة، مع تحرك ما يعرف بـ"نظام الضغط المنخفض" عبر المنطقة.
وتظهر قراءات من هيئة الأرصاد الجوية الإسرائيلية أن المناطق القريبة من حدود غزة، شهدت أمطاراً وصل منسوبها إلى 30 ملِّيمتراً، خلال الساعات الـ24 الماضية، أي نحو ربع المتوسط لشهر ديسمبر (كانون الأول)، حسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأربعاء.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) أكدت سابقا نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل القطاع منذ بدء الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر الماضي إثر الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
كما لفتت إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع المكتظ والمحاصر من قبل إسرائيل نزحوا جراء الغارات والقصف العنيف.
وحذر العديد من المنظمات الأممية بما فيها الأونروا مرارا وتكرارا على مدى الأشهر والأسابيع المنصرمة من أن الوضع في غزة يتدحرج من سيئ إلى أسوأ.
كما نبهت من النقص الشديد في كافة أنواع المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، فضلا عن احتمال انتشار الأوبئة والأمراض.