مدينة المخا في الموعد.. ليلة برائحة البن
تفصلنا أقل من ساعة على انطلاق فعاليات مهرجان البن اليمني في نسخته الثالثة، الذي سيُقام هذه المرة في مدينة المخا القديمة، موطن القهوة الأول، والمدينة التي فتحت أعين العالم على محصول غدا اليوم ثاني أهم مشروبٍ في العالم يُستهلك بواقع ملياري كوب في العالم وبمبيعات سنوية تبلغ 70 مليار دولار أمريكي.
منذ القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، كانت المخا اسمًا يتردد في أسماع البشرية بلفظ "موكا"، فيما بعد سيصبح هذا الاسم مدلولًا يُقصد به الإشارة إلى أجود أنوع القهوة في العالم، حيث شهدت هذه الفترة أوج ازدهار المدينة في تصدير البن إلى مختلف دول العالم.
في ساحة المدينة القديمة، وسط الأبنية العتيقة التي تبدو عليها ندوب الحرب الحوثية الغاشمة، سيعج المكان بجموع غفيرة من الحاضرين، القادمين بشغف الوقوف على عراقة المخا ودورها الرائد خلال الحقب الماضية، حيث ستُعرض أصناف من البن اليمني الفريد، وستُنظم أنشطة على مدى يومين تبرز الهوية الساطعة للمخا.
تحيط بالحاضرين أبنية بنوافذ خشبية تحكي قرونًا من الازدهار والرخاء عاشتها المدينة، باتجاه الشرق من ساحة اللُّقيَّا يبدو مبنى القنصلية الإيطالية صامدًا رغم تقلبات الزمن وعوامل التعرية، وهو أحد الأبنية التي احتضنت قنصليات وممثليات للدول العظمي في حقبة الازدهار.
وكان المئات تقاطروا إلى مدينة المخا خلال الأيام الماضية، للمشاركة في المهرجان الذي يعطي مدلولًا بارزًا عن ارتباط المدينة الجوهري والراسخ بهذا المحصول، ويقدم مساحة لاستذكار الحال الذي كانت عليه المدينة قبل أن تتعرض لظروف متعددة أبقتها بعيدة عن الأنظار لنحو قرنين من الزمن.
وتعيش المدينة اليوم، على طريق العودة من جديد، فترة ارتقاء وتطور ؛ إذ تشهد تطورًا تجاريًا وانتعاشًا خدميًا وتقدمًا في المشاريع والبنى التحتية؛ ما يجعلها على موعد لتغدو أحد أهم مراكز النقل والتجارة في اليمن بفعل الجهود التي تُبذل برعاية ودعم العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، لإعادتها إلى مكانتها الاعتبارية.