في ذكرى أكتوبر.. المكتب السياسي: لن نفرط بمكتسبات وطنية حققها ورواها ثوار عظماء بدمائهم الزكية
جدد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية تمسكه بالأهداف التي يناضل في سبيلها شعبنا اليمني ضد المشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي الإرهابية).
جاء ذلك في كلمة له، اليوم، ألقاها القائم بأعمال الأمانة العامة للمكتب السياسي- رئيس الدائرة التنظيمية الشيخ وضاح بن بريك، خلال الحفل الذي نظمته السلطة المحلية في المخا بمناسبة العيد الـ60 لثورة 14 أكتوبر.
وقال بن بريك؛ إن أحفاد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر من شمال الوطن وجنوبه، يقفون اليوم، مجددًا، جنبًا إلى جنب في خندق واحد، ويواصلون مسيرة الآباء والأجداد، للدفاع عن مكتسبات الثورة بعد أن أطلت الإمامة برأسها من جديد من خلال مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأشار بن بريك إلى أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة شكلت امتدادًا أصيلًا لثورة 26 سبتمبر، وكانت ثمرة نضال طويل ضد الاستعمار البريطاني، جسّد فيه الثوار ملاحم وطنية خالدة انطلقت من جبال ردفان الشماء وتُوجت باستقلال جنوب الوطن من براثن الاستعمار.
وحيا بن بريك الدور الرائد لمدينة عدن الباسلة التي احتضنت ودعمت المقاومة الوطنية في بداية انطلاقها ولحظات تأسيسها الأولى؛ مؤكدًا أن الوطن يمر اليوم بمرحلة صعبة تستدعي من الجميع في شمال الوطن وجنوبه، التكاتف والانتباه إلى الخطر الذي يمثله المشروع الإيراني في اليمن.
وقال بن بريك: "نحتفل اليوم والقلب يقطر دمًا لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من مجازر على يد جيش الاحتلال الصهيوني، وما يتعرض له أيضًا من استغلال إيراني قذر لقضيته ودماء أبنائه"؛ مجددًا التأكيد على موقف المكتب السياسي الثابت والمبدئي "في حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه"، مُدينًا المجازر الصهيونية والمساعي الإيرانية لاستغلال نضال وقضية الفلسطينيين.
نص الكلمة:
نحتفل اليوم بواحدة من أعظم الثورات في العالم، ثورة الرابع عشر من أكتوبر.. نحتفل بمحطة تاريخية مفصلية، ونقف بإجلال وإكبار أمام عظمة التضحيات وأبطال سطروا ملاحم وتاريخ نفخر به ونستلهمه جيلاً بعد جيل في معركة متواصلة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
بعد 60 عاماً يقف أحفاد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، من شمال الوطن وجنوبه مجدداً جنباً إلى جنب في خندق واحد يواصلون مسيرة الآباء والأجداد.. يخوضون فصلاً جديداً من فصول النضال الوطني للدفاع عن مكتسبات الثورة وقد تعاظم الخطر عليها بعد أن طل ذات العدو، مجدداً، بقرنه وهذه المرة تحت مسمى مليشيا الحوثي الإرهابية، التي ليست سوى النسخة الأسوأ للإمامة ربيبة الاستعمار البريطاني آنذاك.
لقد شكلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة امتداداً أصيلاً لثورة 26 سبتمبر، وهذه الثورة كانت ثمرة نضال طويل ضد الاستعمار البريطاني جسّد فيه الثوار ملاحم وطنية خالدة انطلقت من جبال ردفان الشماء وتوجت باستقلال جنوب الوطن من براثن الاستعمار؛ وهي حدث تاريخي أعاد للجنوب حريته ولليمن كرامته بعنفوان رجال قارعوا كبرياء الإنجليز وأرغموه كرهاً على الرحيل إلى الأبد.
نحتفل اليوم والقلب يقطر دماً لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من مجازر على يد جيش الاحتلال الصهيوني.. وما يتعرض له أيضاً من استغلال إيراني قذر لقضيته ودماء أبنائه.
وأمام ذلك نجدد في المكتب السياسي موقفنا الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وندين المجازر الصهيونية وكذا الأجندة الإيرانية الرامية لجعل القضية الفلسطينية والدماء الفلسطينية ورقة من أوراقها الخبيثة في صراعاتها الإقليمية والدولية.
وإلى الذين لا يزالون مخدوعين بشعارات أدوات إيران: ألم يحن الوقت لأن تترجم مليشيا الحوثي شعاراتها وخطابها الزائف وادعاءاتها أنها تقاتل إسرائيل.. ألم يحن الوقت لأن تفعل ذلك واقعاً عملياً؟! لقد أطاح طوفان الأقصى جوقة الشعارات الخرساء، ولن توجه مليشيا الحوثي الإرهابية الصواريخ الإيرانية سوى لقتل اليمنيين وتهديد المملكة العربية السعودية؛ الهدف الأساس لإيران من إنشاء ذراع لها في اليمن.
مليشيا الحوثي أداة إيرانية، ومهامها محددة ليس بينها إسرائيل.. وإنما تهديد دول الجوار وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
إننا ونحن نحتفل بهذا المناسبة الغالية والعظيمة، لا نخفي أن وطننا يمر اليوم بمرحلة صعبة تستدعي من الجميع في شمال الوطن وجنوبه، التكاتف والانتباه إلى الخطر الذي يمثله المشروع الإيراني في اليمن، ما يحتم علينا التوحد خلف هدفنا المشترك وقضيتنا الجامعة المتمثلة بهزيمة المشروع الإيراني واستعادة صنعاء.
وفي هذه المناسبة الغالية، نهيب بكل أبناء اليمن وبمختلف مكوناته، تحمل مسؤوليتهم والمضي في استكمال مسيرتهم النضالية حتى الانتصار واستعادة الدولة، وهزيمة أعداء الحياة الذين استباحوا دماء وأموال اليمنيين وأرادوا أن يجعلوا من اليمن قنبلة تدمر المنطقة برمتها خدمة للمشروع الإيراني؛ وكما تصدى لهم أحفاد ثوار 14 أكتوبر ودحروهم من عدن وكافة المحافظات الجنوبية سيتم دحرهم وتطهير كل محافظات الجمهورية وعاصمتها التاريخية صنعاء.
إننا في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، نؤكد تمسكنا بمعركتنا الوطنية حتى استعادة العاصمة صنعاء سلماً أو حرباً؛ ونؤكد على نهجنا التصالحي مع كل القوى الوطنية بما يخدم مصلحة الوطن العليا ومصلحة شعبنا الذي ينتظر لحظة الخلاص من المشروع الحوثي الغاشم، وهذا لن يتحقق إلا بتوحيد صفوفنا وطي خلافاتنا وتوجيه بوصلتنا نحو صنعاء؛ صنعاء الحضارة والتاريخ التي يدنسها الحوثي بالأفكار الإيرانية.
ولا ننسى، ونحن في هذه المناسبة، أن نوجه التحية لعدن الباسلة وأبناء عدن، ولن ننسى دعمها للمقاومة الوطنية في لحظات التأسيس الأولى في معسكر بير أحمد.
تحية للمناضلين في كل جبهات القتال، أبطالنا الأشداء المخلصين في المقاومة الوطنية والقوات المشتركة، والمقاومة الجنوبية، والجيش الوطني، وكل المقاومين الشرفاء في كل ربوع الوطن الغالي على قلوبنا، ونهيب بالأصوات الحرة التي تقول للحوثي لا من مناطق سيطرته، ونحيي تلك الجموع التي خرجت قبل أسابيع لتحتفي بثورة السادس والعشرين من سبتمبر رغم ما تعرضت له من قمع وبطش وإيذاء من قِبل الإماميين الجدد.
نجدد التهاني لأبناء شعبنا اليمني بهذه المناسبة الغالية على نفوسنا جميعاً ونعتز بكل التضحيات التي يقدمها شعبنا الأبي لاستكمال مشروعه الوطني في كل الجبهات، مشروع استعادة الدولة الضامنة للحياة الكريمة لكل مواطن يمني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته