يعيش السكان تحت سلطة مليشيا الكهنوت الحوثية المدعومة من إيران على أزمات مختلفة، فلا شيء يتجدد في حياتهم سوى الأزمات التي لا تهدأ، والأسعار التي لا تتوقف.

 

يصحو سكان العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق المختطفة على أزمات اقتصادية تفتك بوضعهم المعيشي المنهك بفعل ميليشيا الحوثي التي جلبت معها كل ويلات العذاب لهذا الشعب.

 

تقف أم عبد الغفور البالغة من العمر 60 عاماً حسب قولها في طابور طويل للحصول على أسطوانة الغاز التي تحجبها ميليشيا الحوثي عن المواطنين بطريقة متعمدة، وتقول الحاجة أم عبد الغفور لـ "وكالة 2 ديسمبر": "صليت الفجر وخرجت إلى هنا للحصول على دبة غاز، دون أن أتناول الصبوح والآن الساعة 12 ظهراً، ولم أحصل على الغاز".

 

تدحرج الحاجة المُسنة أم عبد الغفور وبرفقة حفيدها البالغ من العمر 12 أسطوانة الغاز الفارغة بقدميها المنهتكان نتيجة الوقوف لـ 6 ساعات وببطن فارغة فضلاً عن سنها الذي يجعلها غير قادرة على تحمل مشقة الوقوف لمدة 6 ساعات بحثاً عن أسطوانة الغاز التي بدونها لا يمكن لها ولأسرتها الحصول على الغذاء.

 

تُحدق هذه المرأة المُسنة على أسطوانة الغاز التي تتدحرج أمامها وعيناها مغرورقتان بالدموع، وتقول: "كان رقمي 125 في الطابور، إلا أني لم أقدر على المزاحمة، ووصلت إلى جانب سيارة توزيع الغاز وقد خلصت الكمية، وكلما قلنا لهم ليش (لماذا) تدخلوا ناس من خارج الطابور يقولوا لنا هؤلاء مشرفين من أنصار الله ومجاهدين ولهم الأولوية".

 

هكذا تستحوذ ميليشيا الحوثي على حقوق المواطن وتجعلهم يقفون في طوابير طويلة ويتحملون المشقة والتعب وتأتي الميليشيا بقوتها لتحرمهم من الحصول على الغاز المنزلي وتقوم بتوزيع الأسطوانات لعناصرها الذين لا يتعبون ولا يقفون في الطوابير كعامة الشعب المغلوب.

 

وفي ذلك يقول مالك سيارة بيع أسطوانات الغاز لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن عدد أسطوانات الغاز التي تحملها سيارته تبلغ 250 أسطوانة تم توزيع 120 أسطوانة للمواطنين الواقفين في الطابور، و130 أسطوانة استحوذ عليها عناصر تابعة لميليشيا الحوثي، ويضيف: "جاؤا يحملون السلاح ويطلقون النار في الهواء، ودخلنا معهم في شجار بأننا سنلتزم بالتوزيع وفق الأرقام المتسلسلة والمرتبة في طابور طويل، لكنهم رفضوا وقالوا لنا هذا حقنا ولنا الأولوية.. فهذه الأسطوانات تابعة لمشرفين ومجاهدين من أنصار الله، ونحن في النهاية تُجار طالبين الله لا حول لنا ولا قوة، ورجعنا أوقفنا البيع للمواطنين وبدأنا بالتوزيع للحوثة.

 

وعن وضع هؤلاء المواطنين من أطفال ونساء ورجال الواقفين في طابور طويل تحت أشعة الشمس، يقول تاجر بيع الغاز: "والله إننا نشعر بالتعب الذي يتحمله هؤلاء المساكين.. لكننا لا نقدر على مواجهة المسلحين من الحوثيين، وكنا قد سجلنا 250 أسطوانة وصرفنا فقط 120 و130 لم نقدر على صرفها لأنها ذهبت لصالح الحوثيين من أهل الحي، كما أن هناك 177 أسطوانة لم يتم تسجيلها لوصولنا إلى الرقم 250 والمتمثل بعدد الأسطوانات التي لدينا، ووعدناهم إلى بعد ثلاثة أيام، وبعد ثلاثة أيام سيكون لدينا 130 أسطوانة تابعة للذين أخذ الحوثيين حصتهم و177 أسطوانة التي لم يتم تسجيلها بمعنى أن هناك 307 أسطوانة فارغة وسينضاف إليها ما سيتم استهلاكه خلال الثلاثة الأيام.. لذا فإننا أمام أزمة خانقة تزداد حدتها يومياً".

 

في ظل مسلسل الأزمات التي تسهم ميليشيا الحوثي أزمة المشتقات النفطية التي تظهر حالياً في العاصمة صنعاء والتي تتسبب في شلل للحركة في الشوارع، وتزيد كُلفة أجور النقل على المواطنين.

 

هذه الأزمات يقول عنها أحد المراقبين إنها عادة ما تظهر قبل كل المناسبات والاحتفالات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي، حيث تغيب المشتقات النفطية والغاز المنزلي من السوق وتظهر في السوق السوداء وبأسعار باهظة، حيث يتم مضاعفة أسعارها كوسيلة تتربح من ورائها ميليشيا الحوثي وتجني الأموال من ورائها للاحتفال بمناسباتها، وفي هذا التوقيت تستعد ميليشيا للاحتفال بما تسميه يوم 21 سبتمبر، وهو يوم انقلابها على الدولة، والذي كان ميلاداً لأوجاع وأحزان اليمنيين ومصدراً لموتهم، وكان ميلاد لدمار الوطن، أي أنها تحتفل وتبتهج على حساب قوت الناس، وحالياً تتراوح قيمة 20 لتراً من البنزين 9000 إلى 11000 ريال.

 

يقبع المواطن اليمني تحت عذاب تفرضه ميليشيا الحوثي، ويقود هذا العذاب إلى الموت جوعاً كونه مرتبطاً بلقمة العيش، في حين أن هذه الميليشيا تجني من وراء ذلك الأموال الطائلة التي تنفقها على مشاريعها الخاصة وعلى احتفالاتها بمناسباتها التي هي في الأساس مصدر أوجاع لليمنيين، بمعنى أنها تحتفل بأوجاع الشعب وترقص على جراحاتهم التي هي مصدرها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية