تتعدد طرق مليشيات الحوثي وتختلف أساليبها في ابتزاز المواطنين وسرقة أموالهم حتى وإن أدت تلك الممارسات الإجرامية إلى وفاتهم.

 

وتستمد مليشيات الحوثي ارتكاب تلك الجرائم من أفكار عقائدية باطلة تتيح لأعضائها حق تجريد الناس من أموالهم وسلبهم، كما لو أنها حصانة دينية يمنحهم الحق الإلهي في ارتكاب تلك الجرائم دون الخشية من العقاب.

 

إنها أفكار باطلة تتطابق مع تلك المعمول بها في المنظمات الإرهابية الأخرى والتي تتشارك معها مليشيات الحوثي في نفس الأهداف الإجرامية التي قد تؤدي إلى وفاة الضحية أثناء عملية تجريده من أمواله.

 

محمد جميل شاب من أبناء قرية الضبرة مديرية الرجم بالمحويت يعمل في ورشة لإصلاح السيارات في شارع صخر بصنعاء. ويتولى القيام بذلك منذ ساعات الصباح الباكر وحتى وقت متأخرة من الليل كي يوفر لقمة العيش الحلال لأسرته الكريمة. غير أن مليشيات الإجرام لا تعرف معنى لكلمة "لقمة العيش الحلال" في قاموسها اللعين المثقل" بكلمات السرقة والنصب الاحتيال والابتزاز والقتل والتعذيب والاختطاف والنهب.

 

لذا عندما علمت بامتلاك محمد لمسدس كلك باهض الثمن ابتكرت طريقه لسلبه منه. بعث المجرم أبو حمزة المتلهف جشعا لسرقة ذلك المسدس بعناصر من أفراده إلى محمد لجلبه إليه متعللا برغبته في استفساره عن بعض الأشياء وهي طريقة قذرة تمارسها مليشيات الإجرام عند قيامها باعتقال الأبرياء.

 

عندما وصل محمد إلى المجرم أبو حمزة تم توجيه التهمة إليه بمناصرة قوات المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية". ظل محمد ينكر تلك التهمة باستمرار محاولا إقناعهم بأنه يعمل في ورشة ميكانيك لإصلاح السيارات وليس له علاقة بالسياسة لكن المجرم أبو حمزة طالبه أثناء التحقيق معه بتسليم المسدس الذي كان بحوزته، وعندما أخبرهم أنه ملك شخص آخر اسمه قطينه وقد تم إعادته إليه تم تعذيبه على نحو مميت لخمسة أيام متتالية إلى أن فارق الحياة.

 

قام عناصر المليشيات بأخذ جثته إلى مستشفى زايد قرب مطار صنعاء شرق المدينة للتخلص منها وهي ذات الطريقة التي يتم فيها التخلص من جثث من تم اعتقالهم وقضوا نحبهم تحت التعذيب.

 

ظل لعاب عناصر المليشيات الجشعة تسيل على ذلك المسدس، رغم ارتكابهم جريمة قتل في تلك العملية فحاولوا التواصل مع شقيقه لإرغامه على إحضار المسدس. وعندما أبلغهم شقيقه بأنه لا توجد أي قطعة سلاح، وما تتحدثون عنه ليس صحيحا، رد عليه المجرم أبو حمزة بلهجة سخط "خلاص تعال خذ أخوك من مستشفى زايد ".

 

ذهب والده وشقيقه إلى المستشفى على أمل أن يكون تعرض لبعض الجروح البسيطة أثناء التحقيق، فمحمد ليس له أي سجل عدواني ولا يتشاجر مع الناس لطبيعته الهادئة. لكنهم عندما وصلوا الى المستشفى انهاروا حزنا من هول الصدمة لقد وجدوه جثة هامدة في ثلاجة الموتى.

 

كانت الجريمة قاسية ولها وقعها النفسي العنيف عليهم، أمن المعقول أن تنتهي حياة شاب بهذه الطريقة البشعة من أجل سرقته من قبل من يدعي أنه القانون؟!!

 

ألا توجد محاكم ليتم عرضه عليها والتحقيق معه في التهم الموجهة إليه، لكنها مليشيات الغاب التي تعتقل من تريد وتعذب من تريد وتقتل من تريد لأنها تعلم أنه ليس هناك من سيحاسبها على جرائمها الوحشية، متناسية أن الغضب الشعبي سينتقم منها في القريب العاجل سينتقم لكل المظلومين والمقهورين والمكلومين من ممارساتها وجرائمها الوحشية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية