تتواصل مطالبات المواطنين في تعز بعودة خدمة الكهرباء الحكومية، حيث أدى، أمس، العشرات صلاة الجمعة جوار محطة عصيفرة، إحدى محطات التوليد الرئيسة الكبيرة المتوقفة عن العمل في المدينة.

وأطلق نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي حملة "تعز طافي" تعبيراً عن حالة الاستياء المجتمعي إزاء انقطاع خدمة الكهرباء الحكومية منذ العام 2015 عن مدينة تعز الأكبر كثافة سكانية ومعاناة وتردياً خدمياً ومعيشياً وإنسانياً بفعل استمرار الحصار المطبق للعام التاسع على التوالي من قبل مليشيا الحوثي.

وتشهد مدينة تعز، منذ اندلاع الحرب، غياباً تاماً لخدمة الكهرباء العمومية وغلاءً فاحشاً في تكاليف الخدمات التي تقدمها محطات التوليد التجارية حيث وصلت مؤخرا قيمة الكيلووات إلى 1100 ريال ما فاقم معاناة غالبية الأسر ورفع منسوب السخط في أوساط سكان هذه المدينة.

ويطالب مطلقو الحملة السلطات المحلية في محافظة تعز والحكومة الشرعية في عدن بسرعة إصلاح منظومة الكهرباء العمومية وإعادتها إلى الخدمة أسوة بغيرها من المدن اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة، كما دعوا جميع المواطنين المحرومين من الكهرباء إلى المشاركة الفاعلة في الحملة.

ونشروا، منذ مساء الثلاثاء 3 أكتوبر الجاري، صوراً ومقاطع فيديو توثق حالة العتمة التي تعيشها شوارع وأحياء مدينة تعز منذ أكثر من 8 سنوات إلى جانب أخرى توثق الأجهزة المنزلية المتوقفة عن العمل وتلخص أوجه المعاناة التي يتكبدونها يومياً، كما تظهر الحال المغاير الذي تعيشه العديد من المدن اليمنية التي عادت إليها خدمة الكهرباء بعد توقفها بسبب الحرب.

وقوبلت الحملة محلياً بتفاعل وتداول واسعين على منصات التواصل الاجتماعي، وفي وقت لاحق تداعى الكثيرون للمشاركة من المحافظات اليمنية الأخرى، ويمنيون مقيمون في دول عربية، وتضمنت تغريداتهم صوراً ومشاهد للحياة في تلك المدن في ظل توفر خدمة الكهرباء ومقارنتها بحال شوارع وأحياء مدينة تعز أثناء الليل.
 

يقول أحد القائمين على الحملة، الناشط نائف الوافي لـ"2 ديسمبر"، إن الحملة تأتي لنقل مطالب المواطنين بتوفير خدمة الكهرباء وتحقيق المزيد من الضغط على السلطات الرسمية لتلبيتها من خلال الإسراع في تأهيل منظومة الكهرباء المتضررة جراء الحرب والنهب وإنشاء محطة توليد جديدة بقدرة 30 ميجاوات، وسبق أن وعدت الحكومة بذلك العام 2021.

وأضاف الوافي، إذا لم يتحرك الجميع نحو المطالبة بعودة خدمة الكهرباء العمومية سيستمر تجاهل الحكومة وانقطاع الكهرباء لسنوات قادمة ولا يمكن وضع حد لهذه المعضلة إلا بالتحرك الجماعي للسكان، كما يشاطره في ذلك العديد من الناشطين في المجال الإنساني والمجتمعي داخل المدينة.

واستعرض المشاركون في الحملة التداعيات الناجمة عن انقطاع الكهرباء، كما نشروا صوراً توثق حال محطة عصيفرة لتوليد الكهرباء وسط المدينة في سنوات ما قبل وبعد الحرب.

ونشر الناشط والمدير السابق لصندوق النظافة والتحسين في تعز سمير اسماعيل والمصور أنيس أحمد على صفحتيهما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صوراً للمحطة تعود للعام 2010. كما أشارا إلى الحال المأساوي الذي وصلت إليه كبرى محطات التوليد الرئيسة في المدينة، وذلك خلال سنوات الحرب.

كما نقل أحمد الشيخ، في تغريده على حسابه في فيسبوك، عن زميله قصة شاب يمني معاق (مبتور القدمين) يدفع شهرياً ما يقارب 20 ألف ريال لإحدى محطات الكهرباء التجارية مقابل تزويده بالتيار اللازم لشحن أقدامه الصناعية ويستعين بهما على الإعاقة التي لحقته أثناء المشاركة في المعارك ضد مليشيا الحوثي بإحدى جبهات تعز، ومثله كثيرون يدفعون الضريبة، حسب تغريدة الشيخ.

الصحفي سام البحيري نشر صورة مظلمة لتعز أرفقها بتغريدة على صفحته بالفيسبوك ذكر فيها أنها تعبير عن الحداد والرفض للواقع والمطالبة بالكهرباء.

السلطة المحلية، كانت قد استجابت مبكراً لمطالب هذه الحملة، حيث عقد وكيل المحافظة خالد عبد الجليل اجتماعاً مع الشباب المؤثرين في المحافظة ومنظمي الحملة لمناقشة وضع المحطة ومشاركتهم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة نبيل شمسان لتشغيل المحطة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية