لباسُ الحزن يلف المخا في يوم وداع شهيد الجمهورية "كمال الردمي"
تحت وقع الصدمة، تصدعت القلوب في لحظات وداع دامعة للإعلامي كمال الردمي، أثناء ما كانت الجموع تلقي النظرة الأخيرة على واحد من أبرز فرسان الكلمة والصورة، لم يمهله القدر ليبقى، فارتحل محلقًا في الخلود بعد مسيرة عطاء وتضحية ستبقى بصمةً لامعةً في سجله الحافل بوهج الانتماء الوطني والتفاني المخلص والاعتداد بالذات.
وها هي المخا الليلة، تُطوى بلباس الحزن على هذه الخسارة العظيمة، التي يشعر بحجمها الوسط الصحفي والإعلامي الذي رافق كمال الردمي، الشاب المتفاني الذي لم تنطفئ عدسته في رصد انتهاكات مليشيات الحوثي الجسيمة، وتوثيق ملاحم النصر للقوات المشتركة ضد المشروع الإيراني في اليمن.
لم يكن رحيل الردمي سهلًا على زملائه ومحبيه ومن رافقوه؛ بل نزل خبر رحيله على الجميع كالصاعقة، غير أن ما يخفف وطأة الألم أنه ترك من بعده إرثًا فائضًا بالكرامة والاعتزاز، يلخص سنوات عطائه الكريم في ميادين الإباء، والتحق بالشهداء بطلًا له سجل ناصع بالفخر.
وجسّد الزميل الردمي أروع صور الإنسانية؛ إذ لطالما كان سباقًا في توثيق الجرائم والانتهاكات الحوثية ضد المدنيين، ونقل أصوات المنكوبين إلى العالم، وكشف الفظائع والممارسات الحوثية الجائرة بحق الأبرياء على امتداد الساحل الغربي.
وخاض الردمي غمار التحديات منذ قدومه إلى الساحل في طلائع المقاومة الوطنية التي كان جزءًا من نواتها الأولى، لكنه مضى على الدرب والعهد الذي قطعه على نفسه في الانتماء للوطن والذود عنه مهما كانت التحديات، حتى اختاره الله في مطافه الأخير، ليمضي في مركب الخلود مسلِّمًا الراية لزملائه.