استهداف مقرات المؤتمر.. توجُّه حوثي للتملص من مرتبات الموظفين وبوابة نهب جديدة (تقرير)
بات الحديث عن المرتبات والحقوق عبارات تستفز المليشيات الحوثية الكهنوتية وتستثير حفيظتها وسخطها، وتصيبها بالهلع والتخبط، كما أنها مدعاة لتكشف المليشيات معها عن توحشها وعقيدتها تجاه الشعب بمختلف مكوناته وشرائحه.
واجهت المليشيات الحوثية مطالب الموظفين بحملات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت شعار "رواتبنا من نفطنا وغازنا"، إضافة إلى تصريحات أن الراتب على السعودية، وأن أمريكا أفشلت دفع الراتب، وغيرها من الشعارات المستهلكة التي تجاوزها جوع الموظفين وعوزهم، وظهر للعامة حقيقة تحايل المليشيات وخداعها للناس طوال ثماني سنوات تحت شعارات مزيفة.
تصاعدت مطالب الموظفين، واستمرت احتجاجاتهم، خلال الأسابيع الماضية، وتوجت كذلك باستكمال تشكيل كيانين: الأول نادي المعلمين، والآخر نادي الأكاديميين، للضغط على المليشيات بضرورة دفع المرتبات المتوقفة منذ نحو سبع سنوات، كما أيد هذه التصريحات المؤتمر الشعبي في صنعاء.
المطالب الحقوقية دفعت أبواق المليشيات بمختلف مواقعها للحديث والمغالطة والكذب وبشكل يكشف توتراً ملحوظاً وارتباكاً، في محاولة للتهرب من مسؤوليتها في دفع المرتبات.
القيادي في المليشيات المدعو محمد علي الحوثي، وضمن أساليب الجماعة للتهرب من مسؤولية دفع المرتبات، كشف عن اعتزام المليشيات بيع مقرات وأصول المؤتمر الشعبي العام، ومنازل من أسماهم "المرتزقة" لدفع مرتبات الموظفين.
تصريحات أثارت استهجاناً وسخرية واسعين في أوساط المجتمع اليمني، حول حصر المليشيات مسؤولياتها في جباية الأموال ونهبها، فيما تلقي بعبء دفع المرتبات على الغير، ابتداءً من السعودية وأمريكا، والنفط والغاز، وصولا إلى منازل السياسيين وأصول التنظيمات السياسية.
الكاتب السياسي عبدالله اسماعيل أكد أن استهداف المؤتمر الشعبي العام من قبل جماعة الحوثي الإرهابية ليس وليد التفاعلات في المشهد مؤخرا، وانما سياسة حوثية استهدافية للمؤتمر منذ اليوم الأول من غزوها لصنعاء، فهي تعلم ان المؤتمر اكبر من أن تستطيع تدجينه، او استلابه او اختطافه، فيمكنه في لحظة أن يقلب الطاولة عليها.
وأضاف في تصريح لوكالة "2 ديسمبر": "قطرة من مطرة" جعلت الجماعة من رأسها الى قدمها تصاب بالجنون، وارادت ان تهرب الى الأمام فأخرجت أهدافها الى العلن، المتمثلة في: أولا التملص من استحقاق الراتب بالكذب والحذلقة وتلفيق كذبة لا علاقة لها بالواقع القانوني والسياسي، من خلال تسويق ان مرتبات اليمنيين يمكن صرفها من أملاك الأحزاب، ومن ناحية أخرى تكشف توجها قادما لفتح بوابة نهب جديدة متمثلة بممتلكات المؤتمر وستتوسع لغيره من الأحزاب ومنازل المعارضين.
كما أكد أن كل ما يعتمل في واقعنا اليمني من يوم النكبة 21 سبتمبر 2014، هو ملخص لفكر امامي عنصري، لا يؤمن بالشراكة، ويرى في الحياة السياسية والتنوع ألد أعدائه، وغير قادر على التعايش الا حسب قواعده واملاءاته، وهو بذلك يعتبر كل مخالف ومختلف عدواً وإن تأجل.
فيما اعتبر الكاتب ثابت الأحمدي، أن مصادرة الأموال والممتلكات عقيدة هادوية، رسيّة، منذ قديم الزمن، كما ان جرائم الإمامة ما زالت حاضرة من نهب اليمنيين وتكفيرهم واستحلال أموالهم وأعراضهم.
فيما أوضح ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، أن التهديدات التي تطلقها مليشيا الحوثي، بنهب مقرات المؤتمر الشعبي العام ومنازل وممتلكات قياداته، واستهداف حياتهم، تكشف حقيقتها كجماعة إرهابية لا تؤمن بالتعايش والشراكة والحوار مع أي فصيل، ولا تقبل الرأي الآخر، وتنتهج العنف والارهاب وسيلة لفرض افكارها المتطرفة.
وأكدوا أن هذه الحملات تكشف حالة الهلع والهستيريا التي تعيشها مليشيا الحوثي جراء حالة الغليان الشعبي في مناطق سيطرتها، وارتفاع الأصوات المطالبة بالكشف عن مصير مئات المليارات المنهوبة من إيرادات الدولة، وتخصيصها لصرف المرتبات، ووقف سياسات الافقار والتجويع الممنهج بحق المواطنين.
واعتبر آخرون تصريحات القيادي الحوثي، مقدمة لجولة جديدة من التطهير العرقي، تستهدف اليمنيين ونهب منازلهم وممتلكاتهم، واستكمالا لترسيخ النهج الإمامي، بالنهب وفق عقيدة كهنوتية وتحت مبررات ملفقة، تؤدي إلى تركز المال والثروة بيد الكهنوت.
وحذروا من مخاطر الجريمة الحوثية بحق الشعب اليمني، داعين الجميع إلى اليقظة للنوايا الحوثية المبيتة التي تتكشف مع كل أزمة تواجه المليشيات.