الاطماع الحوثية تهدد "دار الحكومة" التاريخي في يريم بالاندثار
تداول ناشطون في مديرية يريم بمحافظة إب صورا لانهيار جزئي لمبنى أثري شهير يعود عمره الى أكثر من خمسمائة عام ، يسمى "دار الحكومة" وذلك نتيجة إهمال المليشيا الحوثية الإرهابية المسيطرة على المدينة لهذا المبنى ورغبتها في انهياره للسيطرة على موقعه المتميز في قلب المدينة القديمة.
والمبنى يعد من أقدم المباني في مدينة يريم استخدمته مختلف الدول اليمنية المتعاقبة والحكام الذين تعاقبوا على مديرية وقضاء يريم عبر خمسمائة عام وكان يعد قديما أضخم مبنى في المدينة وله تاريخ طويل من الاحداث التي شهدتها المنطقة عبر التاريخ وخصوصا في فترة الاحتلال العثماني باليمن حيث كان مقرا للنائب العثماني المعين حاكما على المنطقة.
وكان المبنى قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة مقرا لحاكم يريم والذي كان يطلق عليه عامل الإمام، التابع للنظام الامامي الكهنوتي البائد.
وبعد قيام الثورة تحول إلى مقر لمركز مديرية وقضاء يريم، وتم نقل كل المقرات الخاصة بالمحكمة والاشغال والمالية والزكاة إليه.
ولأنه مبنى كبير يتكون من خمسة طوابق تعلوه طيرمانة مفتوحة في موقع بقلب المدينة القديمة ليريم قرب جبل يحصب، أصبحت الأدوار العلوية مقرا لسكن حاكم المديرية أو مدير المديرية فيما بقيت الأدوار السفلية مكاتب ادارية.
يقول الناشطون إن المبنى تعرض للإهمال منذ العام 2015 ولم يخضع لأى عملية ترميم او إصلاح، وتعرضت محتوياته وأبوابه ونوافذه للسرقة والنهب، ولم تكلف المليشيا نفسها عناء معاينة وترميم المبني بالرغم أنه يتبع أراضي وعقارات الدولة التي تقوم المليشيا بالاستحواذ والسيطرة عليها.
ويرتبط أبناء مدينة يريم بهذا المبنى وجدانيا وهم يعتزون به وبارتباطه بتاريخ اباءهم واجدادهم والاحداث التاريخية التي شهدها المبنى ويتناقلها الناس جيلا بعد جيل.
ووفقا للناشطين فقد كان في المبني ملحق للخيول ومسبح مع استراحة خلفية متجهة مع غروب الشمس، وحديقة واسعة بها أنواع نادرة من الورود والفواكه والخضروات، فيما يوجد بالدور الرابع حمام بخاري تركي مرتبط بالضيوف ومن يسكن الادوار العلوية.
ويقول الناشطون إنهم حذروا كثيرا من انهيار المبنى وابلغوا مختلف الجهات بما فيها هيئة الأثار والمحافظة على المدن التاريخية ولم تحرك ساكنا خصوصا وأن المبنى تعرض كثيرا لنهب احجاره التاريخية التي يوجد عليها نقوش حميرية قديمة بعد اهماله.
ويشكل ما تبقى من المبنى خطرا على البيوت والمحلات المجاورة وعلى المارة كونه يقع في اهم الشوارع والطرق التي تزدحم يوميا بالمواطنين من ابناء المدينة والزائرين لأسواقها القديمة.
ويرى الاهالي انه ما زال بالإمكان تدارك الموقف وصيانة المبنى عن طريق مختصين في الحفاظ على المباني الاثرية وتحويله الى متحف وقبلة للزائرين، قبل ان ينهار كليا، او تتعرض ارضيته للبسط من قبل المتنفذين الحوثيين الذين يتربصون بها ويمكن ان يتصارعوا عليها.