بعد بضعة أيام من انحسار القتال وتراجع مليشيات الحوثي من مواقعها السابقة في مديرية حيفان رغب العديد من السكان في تفقد منازلهم التي طالها الخراب.

 

لقد كان الحماس باديا على العديد منهم في مشاهدة منازلهم التي أجبرتهم مليشيات الحوثي على تركها.

 

لم يكن في أذهانهم أن ما غادرته مليشيات الحوثي من مواقع عسكرية في تلك البلدة الواقعة جنوب مدينة تعز، إنما تركت خلفها كما هائلا من أدوات الموت الرابضة بصمت تحت التراب.

 

لذا سارعوا مدفوعين بحماس كبير للعودة إلى ديارهم غير مبالين أو ربما غير مدركين حقيقة أن الحرب أبعد ما تكون عن النهاية.

 

كان هاشم وعمران العامري من أوائل الأشخاص الذين دفعهم الشوق بالعودة إلى ديارهم في الخربة بحيفان.

 

فحياة التهجير قاسية ولا أحد يستطيع تحملها كما أنه لا يطيب العيش سوى داخل المنازل التي تشكلت فيها أحلام الصبا وباتت ذكرياتها الجميلة أمرا يصعب نسيانه.

 

كانا مدفوعين بحنان لا يوصف وغامرا بحياتهما جريا نحو المنازل التي منحتهم ذات يوم دفئا أسريا افتقداه طوال حياة التهجير والتشرد الماضية.

 

لكن مليشيات الحوثي لا يروق لها مشاهدة عودة المدنيين إلى ديارهم فعمدت إلى زراعة أدوات الموت كطريقة قذرة للانتقام منهم.

 

حيث وقعت قدم أحدهما على لغم أرضي زرعته أيادي الحقد الحوثية ليتسبب انفجاره في حدوث جروح عميقة في أجسادهم البريئة.

 

حاول من كان بالقرب منهما من المواطنين إسعافهما إلى مستشفى قريب منهم لعلهما يجدان هناك أملا في الحياة.

 

لكن أدوات الإرهاب كانت أقرب إلى الموت منها إلى الحياة ففاضت روحهما إلى بارئها قبل أن يتاح لهما مشاهدة منزليهما.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية