المحرر السياسي| 17 يوليو.. منارة في طريق النضال الوطني لاستعادة الدولة
مثّل الـ17 من يوليو عام 1978 لحظة فارقة في تاريخ اليمن؛ وفصلًا جديدًا من فصول النضال الوطني، للدفاع عن مكتسبات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة ونظامها الجمهوري؛ ففيه تولى الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رئاسة الجمهورية العربية اليمنية، كأول رئيس يمني مُنتخب يقود دفة الحكم بعد ثورة الـ26 من سبتمبر المباركة، التي أطاحت بنظام إمامي جثم على البلاد بالقوة والظلم والطغيان لزمن طويل.
ومهما اختلفت الرؤى وتباينت المواقف تجاه حكم الزعيم علي عبدالله صالح؛ إلا أن أحدًا ليس بمقدوره إنكار أن هذا اليوم شكّل بداية لعهد جديد ومشرق في التاريخ اليمني، عهد الديمقراطية والتنمية والسلام والعدالة، والذي بات يُعرف بالعهد الذهبي لليمن.
استطاع الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح أن يملأ فراغ السلطة، وأن ينتزع الأمان من قلب الخوف، وأن يرسي مداميك وقنوات الاستقرار الذي كان قد تلاشى بعد مقتل رئيسين في الشطر الشمالي وآخر في الشطر الجنوبي.
وأثبت، خلال فترة حكمه التي استمرت 33 عامًا، أن الزعامة فطرة وملَكة يهبها الله من يشاء من عباده.. وأنه رجل دولة جمهوري أصيل بامتياز، استطاع توحيد الشعب اليمني وتحقيق آماله وتطلعاته وتشييد مستقبله، وجسّد في مسيرة حكمه أروع قيم الالتزام بالدستور والقانون، وظل- حتى استشهاده- وفيًا لأمته ووطنه وقيمه التي لم يتخلّ عنها قط، محذرًا من مخلفات الإمامة.
شهد اليمن خلال فترة حكمه قفزة تنموية كبيرة في كل المجالات، من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية ومهمة أسهمت في رفع مستوى التعليم والصحة والخدمات في البلاد. وكان رائدًا في دعم المشاركة السياسية والحقوق المدنية والحريات العامة، وفي إقامة علاقات دولية متوازنة ومتعددة الأطراف.
وككل العظماء في التاريخ قديمه وحديثه، استطاع الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، أن يحفر اسمه رمزًا للوطنية والإخلاص والشجاعة؛ فقد بقي وفيًا لضميره وشعبه الذي ظل قريبًا منه رحيمًا به ساعيًا لخدمته، ولم يسعَ يومًا إلى التسامح مع أعداء الوطن؛ رافضًا كل المساومات والمغريات، وقاوم بكل حنكة مخططات التدخل والإرهاب التي استهدفت استقرار اليمن وسيادته، وضحى بكل شيء، من أجل حفظ كرامة الأمة اليمنية وسلامة أرضها، وعندما استدعى منه الوطن روحه، دفعها بإباء وتضحية دون تردد، في مقاومة المشروع الإيراني البغيض.
وفي هذه المناسبة التاريخية، نستذكر، وأحرار اليمن وترابه، بكل فخر وإجلال إنجازات الزعيم علي عبدالله صالح، ونستشعر بكل حزن وأسى فقده المؤلم؛ لكن إرثه الساطع باقٍ كحاكم فذ انحاز إلى قضايا شعبه المشروعة وتمسك بمبادئ المصالحة الوطنية وإنهاء الحرب وتحقيق السلام حتى آخر أيامه؛ مُقارعًا الكهنوت والبغي والإمامة التي طلت برأسها من جديد لاستلاب المكاسب الوطنية والديمقراطية التي تحققت طوال العقود الماضية.
وستظل هذه الذكرى الخالدة؛ يوم تولي الزعيم علي عبدالله صالح الحكم في اليمن، مناسبة للافتخار بتاريخنا، والتفاؤل بمستقبلنا، ودروسًا في المصالحة وتعزيز وحدة الصف الوطني ضد الإماميين الجدد؛ كما هو يوم لتجديد العهد والولاء للوطن والشعب، والتأكيد أن اليمن سيبقى دائمًا قويًا وحرًا ولن يستسلم شعبه لخرافة الولاية ومزاعم الحق الإلهي للسلالة.. وسيظل بكامل عنفوانه على خطى الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح متمسكًا بمشعل الجمهورية ومقاومًا للكهنوت وأدوات إيران.