يستعد مئات الملايين من المسلمين حول العالم للاحتفال بعيد الأضحى، وسط أجواء من الفرح والسرور؛ لكن في الجانب الآخر من المشهد، يواجه ملايين من الشعب اليمني ظروفاً قاسية لا تسمح لهم بمعايشة الفرحة التي تحملها أجواء العيد بعد أن حولت مليشيا الحوثي حياتهم إلى جحيم.
 
بات اليمن أحد أفقر الدول في العالم، ويعاني من أزمة إنسانية خانقة هي الأسوأ على الكوكب بسبب الحرب الحوثية المستمرة منذ عام 2014م، حيث تقدر الأمم المتحدة أن نحو 80 في المئة من سكان اليمن، أي 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأن 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في حين لا يستطيع 20 مليون شخص الوصول إلى خدمات الصحة الآمنة.
 
"لا نستطيع أن نشتري مثل قبل"، يقول عبدالله محمود، أحد سكان العاصمة المختطفة صنعاء لوكالة "2 ديسمبر"، مضيفاً: "كل شيء أصبح غالياً جداً، ولا نجد ما نأكله أو نشربه، بتنا نعيش بالخبز والشاي، لا نستطيع أن نشتري اللحوم أو الفواكه أو الحلويات، لا نستطيع أن نزيّن بيوتنا أو نهدي أطفالنا عيديات، هذا ليس عيداً، هذا جحيم".
 
عبدالله، الذي يعمل سائق تاكسي، يشير إلى أن دخله قد انخفض بشكل كبير بسبب تراجع الطلب وارتفاع أسعار الوقود؛ "لا أستطيع أن أغطي حتى مصاريف المعيشة الأساسية، ولا أدري كيف سأدفع إيجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء، فما بالكم بشراء أضحية، لقد فقدت الأمل في المستقبل وفي كل شيء".
 
ليس عبدالله وحده من يشكو هذه الظروف؛ فملايين الأسر اليمنية باتت عاجزة عن تأمين احتياجاتها الضرورية في ظل ارتفاع مستوى الفقر والجوع والمرض، كنتائج للحرب الحوثية الغاشمة التي استهدفت اليمنيين في أمنهم ومعيشتهم وحاضرهم ومستقبلهم.
 
يشكو خالد عبدالودود عدم قدرته على شراء أضحية العيد، ولا حتى تأمين الملابس الجديدة لأطفاله، قائلًا: "لدي أربعة أبناء، يسألونني يومياً عن ملابسهم فلا أدري ما أقول لهم، أنا لم أستطع شراء الملابس ولا شراء أضحية العيد؛ لا أدري ماذا أفعل ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل". 
 
"يعاني اثنان من أطفالي من سوء التغذية والأمراض المزمنة والمعدية"، تقول فاطمة ، أم لخمسة أطفال، والتي تعيش في محافظة إب وتعمل في بيع البطاطس والشبس في أحد شوارع المحافظة.
 
وتضيف فاطمة، التي فرت من منزلها في الحديدة عندما أجبرها الحوثيون على تركه، وتمركزوا فيه قبل ثلاث سنوات؛ أنها لم تتلقَّ أي مساعدات إنسانية منذ شهور، موضحة: "لا يصلنا إلا بعض المواد الغذائية من فاعلي الخير وكرم الجيران، حصصنا من المنظمات يستحوذ عليها الحوثيون ويختطفونها قبل أن تصل إلينا".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية