أُشيع مؤخرًا فيما بدى أنه توصيف غير عادل لحالة المخا، وتناولٌ يفتقر للمنطق والصدق، ويمس الحقيقة بتشوهات جارحة لا تتسق مع الواقع ولا تتطابق معه حتى في أدنى النفاصيل؛ ولعل الأمر لم يكن محض صدفة؛ بل تدبير، لا سيما وأنه أُحيط بهالة من التضليل تعكس النوايا من وراء الضخ الدعائى؛ مع ذلك لا يمكن أن تكون الحقيقة سهلةً إلى درجة تحطيمها وحجبها بسيل من الدعاية منظمة الإيقاع.
 
رست الصورة التي انفجرت حولها التكهنات والمقاصد عند حي نائي يبعد عن مدينة المخا قرابة 20 كيلو مترًا، وهو حي يقطنه صيادون؛ والمعلوم أن مجتمع الصيادين على طول الساحل الغربي يتشكل في تجمعات متقاربة على شكل أبنية صغيرة تُسقف بالعشب الجاف أو الصفيح، وهذا نمط حياة سائد منذ سنين طويلة.
 
 والبديهي أن قصر النظر غالبًا ما يحقق تغذية بصرية سلبية، ويعطي نتائج منقوصة لا تجسد الواقع كما هو، وعندما يكون الأمر مقصودًا تتجاوز المسألة عفوية الظن، وتغدو ماثلة بمآربها وأهدافها الواضحة، وهي هنا محاولة التقليل من أهمية المخا وصرف الأنظار عما شهدته من تطوير ملحوظ في الآونة الأخيرة إلى حي شعبي صغير لا علاقة له بمدينة المخا.
 
لقد أصبحت المخا، وفي زمن الحرب المفروضة من قِبل مليشيات الحوثي وزمن اللا دولة، حاضرة لمدن الساحل الغربي بالكامل، وبجهود العميد طارق صالح تتهيأ لتصبح مركزًا رئيسًا للنقل عند الانتهاء من إعمار المطار وتطوير وتوسيع الميناء ليصبح دوليًا؛ وهذا سيساعد بشكل واضح في إعادة الاعتبار للمدينة، كما سيضاعف من تدفق الفرص الاستثمارية الواعدة لخلق مزيد من التطوير في المدينة المرفئية.
 
محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية ستكون جاهزة عما قريب كأول مشروع في اليمن لتوليد الكهرباء العامة بالطاقة الشمسية، إضافة لمدينة طبية متطورة ومجانية، ومدينة سكنية تتألف من 600 وحدة سكنية هي الأحدث في اليمن، وشبكة فنادق سياحية بلغت في غضون فترة وجيزة 9 فنادق حتى الآن؛ فضلًا عن مشاريع أخرى مرتقبة أهمها مشروع مدينة مستر بلان، الذي يتضمن إقامة مناطق صناعية وزراعية.. كل هذه المشاريع صُرف عنها النظر؛ بهدف تأسيس فكرة نمطية تجسد المخا مجرد حي عشوائي ليس إلا!!
 
 في النهاية، مدينة المخا ليست مجرد حي عشوائي؛ إنها مركز حضري مزدهر ينمو ويتطور ويصبح عمقًا استراتيجيًا أساسيًا لليمن.. وحملات تقليص حجمها ومكانتها ظالمة وغير عادلة ومجحفة للجهود التي بُذلت وتُبذل بجد، في زمن اللا دولة، لبناء مستقبل موكا، مدينة المستقبل، وينبغي أن ندرك ونقدر أهمية وقيمة هذه المدينة الفريدة والنابضة بالحياة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية