عندما ضربت المقاومة الوطنية ضربتها الأولى في معركة الدفاع الوطني، في مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات؛ جاءت النتيجة الأولى ساحقة للعدو، وأظهر الأداء القتالي الماهر لمنتسبيها مستوى عاليًا من البراعة العسكرية، الأمرُ الذي سينعكس لاحقًا على زيادة المكاسب الميدانية على الأرض وحشر العدو (مليشيا الحوثي الإرهابية) في زاوية ضيقة بالساحل الغربي.
 
جاء مقاتلو المقاومة الوطنية ولا زالت دماؤهم متشربة بثورة الثاني من ديسمبر.. وعندما انخرطوا في الملحمة الوطنية خلف العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، ظهر التحوّل الاستراتيجي في مسار المعركة غربًا، وبدأت الأرض تتزلزل تحت أقدام الحوثيين.
 
 أبدت المقاومة الوطنية براعة عالية في التخطيط والتنفيذ والتنسيق مع باقي القوات المشتركة (ألوية العمالقة وأسود تهامة)، بإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي ساعد في تنظيم وإتقان الهجمات والتخطيط المثالي للمعارك بأقل التكاليف والخسائر، وبنتيجة عالية من المكاسب العسكرية.
 
 خلال خمس سنوات، أثبتت المقاومة الوطنية قدراتها العسكرية المتفوقة في إحباط مخططات المليشيا الحوثية في تهديد المضيق الاستراتيجي (باب المندب) والملاحة الدولية، كما أظهرت حسًا وطنيًا وإنسانيًا في دعم المؤسسات الحكومية والخدمية والأهلية في المناطق التي تم تأمينها، وتخفيف معاناة السكان من آثار الحرب.
 
لقد كانت المقاومة الوطنية نقطة التحول في خارطة القتال في اليمن، استطاعت إضافة دماء وأرواحًا جديدة للصف الوطني، وإحداث اختراقات عسكرية ناجزة في مديريات الساحل الغربي، تكللت بتحرير وتأمين مديريات غرب تعز؛ موزع والوازعية، وتصدير المعركة من محيط المخا إلى قلب مدينة الحديدة في زمن قياسي، لولا اتفاق ستوكهولم.
 
وكما كانت المقاومة الوطنية رائدة في بناء تحالفات وطنية عريضة ضد الحوثي كما هو الحال في ائتلاف القوات المشتركة؛ فقد أظهرت رؤية سياسية واسعة تضع مصلحة اليمن فوق أي اعتبار آخر، وعندما انبثق عنها مكتب سياسي وكتلته البرلمانية أصبحت صوتًا يعبّر عن تطلعات شرائح عريضة من الشعب.
 
اليوم، لم تعُد المقاومة الوطنية قوة للحرب فحسب؛ بل أيضًا مصدرًا للخير وأداة للتنمية من خلال الخلية الإنسانية، فضلًا عن ذلك فهي تمثل مشروعًا سياسيًا جامعًا يشمل كل اليمنيين على صعيد واحد من المساواة والعدل والكرامة، وكما كانت، ستظل وتبقى متمسكة بنهج تأسيسها المتمثل في مواجهة المشروع الإيراني واستعادة صنعاء وكل اليمن حربًا أو سلمًا.
 
إن خمس سنوات من الصمود والانتصارات للمقاومة الوطنية تستحق التقدير والاحتفاء؛ فهي تعكس روح الشعب اليمني العظيم الذي لا يقبل بالهوان والاستعباد، وتشكل رمزًا للأمل والحرية والكرامة بما تحمله من رؤى وطنية خالصة في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن والدفاع عن الجمهورية والثوابت الوطنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية