فشل ذريع، حصدته مليشيا الحوثي في الحشد لما أسمته فعالية يوم (الصمود)، هذا العام أكثر مما مضى، الأمر الذي سلط الضوء على ما تعيشه المليشيا المدعومة إيرانيًا، من انكشاف أمام المواطنين في مناطق سيطرتها ومنهم أنصارها، وفق رؤية أكاديميين وناشطين في تعليقاتهم على ذلك الفشل.
 
 يرى الدكتور ثابت الأحمدي، أن الحوثي يعيش حالة رعب نفسية كبرى؛ فالشعب اليمني جميعه محتقن ضده، وينتظر اللحظة المناسبة التي تأتي لينقض عليه وعلى جماعته. 
 
يضيف الدكتور ثابت في تصريح لوكالة "2 ديسمبر": منذ انقلابه المشؤوم في سبتمبر 2014م، لم يستطع الحوثي أن يحكم الناس وفقًا لأنظمة الحكم المتعارف عليها، إنه كمن يضغط على "الاسبرنج" لا أكثر، وفي لحظة ما قد تخورُ قواه ويتم قذفه إلى حيث أتى، وربما لن تتسع له هذه المرة كهوف مران. 
 
يتابع: الشعب رافض لحكم الحوثي، والجماهير في تململ يومًا بعد يوم، والجغرافيا المحيطة به تكاد تلتهمه من الشرق أو من الغرب، ناهيك عن اعتمالات الداخل، داخل صنعاء نفسها، لهذا يتعامل بالقوة المفرطة التي لن تدوم حتمًا، وسيقول الشعب كلمته الفاصلة في "يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا"، كما قالها الزبيري على لسان اليمنيين من قبل.
 
أما الدكتور محمد جميح، فيؤكد، في تصريح لـ"2 ديسمبر"، انكشاف مشروع الحوثي وظهور صورته الحقيقية البغيضة.
 
ويرى جميح أن الناس في مناطق سيطرة المليشيا ملت تجمهرات الحوثي، وأن دواعي التحشيد انتهت بتوقف الحرب، فضلًا عن الوضع الاقتصادي السيئ الذي أغرقت المليشيا الناس فيه، والاحتقان الشعبي المكبوت.
يشار إلى أن مليشيا الحوثي وبعد أسابيع من التحشيد وما صاحبها من صخب إعلامي واستخدامها مختلف أساليب التحشيد، قررت في اللحظة الأخيرة إقامة الفعالية في شارع ضيق بدلًا عن ميدان السبعين.
 
وحول ذلك، يرى الباحث والمفكر عادل الأحمدي، أن ذريعة ومشجب ما يُسمى "العدوان"، الذي يحشد الحوثي تحت لافتته، أصبحت أسطوانة تثير الغثيان بالنسبة للمواطن اليمني.
 
ووفق تصريح الأحمدي لـ"2 ديسمبر"؛ فالمواطن اليمني بات يدرك  أن العدوان الحقيقي هو الحوثي، وكل يوم يمر تنكشف فيه المليشيات أكثر، ويثبت أنها مجرد أداة نهب وسطو وإرهاب.. تتعرى شعاراتها وتتفتت أكذوباتها، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على الفعاليات التي تقيمها ومنها هذه الفعالية. 
 
يضيف: بات معلومًا أن المليشيات، خلال التهدئة التي بدأت قبل نحو عام، كثفت حربها على المواطن في مناطق سيطرتها، سواء حرب التجويع أو النهب أو التطفيش، فالوضع المعيشي للناس تدهور بصورة كبيرة في الأعوام الأخيرة، وتفاقم منذ بدء الهدنة، وكان يفترض أن يحدث العكس لو أن تلك المليشيا تقيم أي وزن للمواطن؛ لكنها نسخة متّسخة من إمامة متعفنة تعتبر الشعب اليمني عدوًا لها وتحارب مصادر اعتزازه وعوامل كينونته ومستندات حضارته ومحطات فخاره ورموز عزته.
 
يتابع الأحمدي: لقد كانت السنوات الماضية كافية ليعرف شعبنا زيف شعارات هذه العصابة العنصرية، ويعود إلى الذاكرة مثمِّنًا تضحيات الأحرار في أيلول وتشرين، بل وعاد لقراءة تعاليم مفكرينا الأفذاذ منذ الحسن الهمداني ونشوان الحميري مرورًا بعلي ناصر القردعي، وليس انتهاء بشهداء الواجب اليوم.
 
اليمنيون يتوقون لعودة الدولة وذهاب العصابة، والغليان الشعبي تجاوز مرحلة الصمت وبدأ يعبر عن نفسه بأشكال متعددة، لعل أبرزها الجنازة التاريخية للشهيد حمدي المكحل في مدينة إب قبل يومين، وإعراض المواطنين اليوم في العاصمة المختطفة صنعاء عن المشاركة في فعالية الحوثي التي يحشد لها منذ شهور.
 
إنها رسائل هامة يوجهها شعبنا الباسل للعالم أن الحوثي مرفوض، ورسالة للقيادة أن الوقت مناسب لقلب الطاولة على جائحة حاقدة آن لها أن تنقشع.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية