استدعى السودانيون كماً ضخماً من التعابير التهكمية والغاضبة، إثر إعلان مشاركة وزير التنمية الاجتماعية بالسودان أحمد آدم بخيت في اجتماعات لجنة أممية تناقش قضايا المرأة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

مائدة مستديرة لقضايا المرأة

وزير التنمية الاجتماعية، ترأس وفداً سودانياً رفيعاً لاجتماعات لجنة وضع المرأة، الدورة 67 بمقر المنظمة الدولية، وشارك متحدثاً رئيسياً في المائدة المستديرة الوزارية حول جهود بلاده، وأفضل الممارسات لوصول النساء للتكنولوجيا والابتكار والتعليم بعصر التحول الرقمي.

المتفاعلون بمواقع التواصل في السودان تداولوا بكثافة مشاركة الوزير السوداني في المحفل الأممي بمشاعر خليط من السخرية والغضب والاستنكار.

وما "زاد الطين بله" ورفع درجات السخط والتهكم، أن مشاركة الوزير في الاجتماع المذكور جاءت بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس من كل عام.

تجاهل رسمي لسجل مشرق

مشاركة الوزير، قوبلت بالاستهجان، واستغرب الكثيرون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان، من الإصرار للمشاركة بوفد يقوده رجل، متسائلين، لماذا لم تفسح الحكومة أو الوزارة لسيدة بالظهور والتحدث إنابةً عن الوفد الحكومي، على الأقل، تكريماً للنساء السودانيات، لأنّ الاجتماع يُوافق الذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة.

كما أن المرأة السودانية، لديها تاريخ طويل وسجل حافل ومشرف في المشاركة في الشأن العام بالسودان، فهن من أوائل النسوة بإفريقيا والشرق الأوسط اللواتي انتزعن حقهن في الترشيح والتصويت بصناديق الاقتراع في الانتخابات العامة بعد ثورة أكتوبر 1964.

وفي تلك الفترة وقفت فاطمة أحمد إبراهيم تحت قبة البرلمان، بعد انتخابها كأول امرأة سودانية، إلاّ أنّ الحكومة السودانية، تجاهلت كل تلك النضالات المشرقة - فيما يبدو - وتصرّفت كأن البلاد تعيش في العصور الحجرية.

العقلية وطريقة التفكير

وبدورها، وجّهت رئيسة مبادرة لا لقهر النساء المهندسة أميرة عثمان، انتقادات حادة لوزير التنمية الاجتماعية، وذكرت لـ"العربية.نت" أن الوزير وجهازه التنفيذي، كلاهما لا يملكان رؤية واضحة لقضايا المرأة بالسودان، خاصةً أن القوانين التي تنتقص حقوق المرأة مازالت سائدة، كما أن الأوضاع المكرسة لاضطهاد النساء لا تزال شاخصة، دون أن يطرأ عليها ثمة تغيير يذكر، وعلى العكس تماماً فالأوضاع تزداد سوءًا يوماً بعد يوم في ظل الظروف الراهنة.

وأوضحت أميرة أنّ المبادرة ليست لديها مشكلة أو حساسية، أن ينبري رجل للدفاع عن قضايا النساء، فهناك رجال كثيرون اعتلوا منابر شتى عبر التاريخ، مدافعين عن حقوق المرأة. لذلك فالأزمة ليست في النوع، لكن في العقلية وطريقة التفكير.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية