تستمر عمليات الإنقاذ رغم تلاشي الآمال تدريجيا في العثور على ناجين، اليوم الثلاثاء، في تاسع يوم بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وطال أجزاء من سوريا في واحدة من أسوأ الكوراث الطبيعية عبر التاريخ. ففي 6 فبراير الجاري، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.8 درجات، أعقبه مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وقد ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 37 ألف شخص بين البلدين، وسط استمرار عمليات الإنقاذ للعثور على أحياء رغم تضاؤل الآمال.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أكثر من 81 ألف مصاب نجوا من الزلزال وجزء كبير منهم غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج. كما أكد أن كارثة الزلزال أظهرت مجددا مدى أهمية التضامن الدولي.

وأضاف الرئيس التركي بالقول: "أشكر جميع الدول الصديقة والشقيقة التي مدت يد العون ودعمت جهود الإغاثة في مواجهة آثار الزلزال".

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية ارتفاع عدد قتلى الزلزال في البلاد إلى 31 ألفا و974، فيما لا يقل عدد القتلى عن 3700 في عموم سوريا. وقالت منظمة الخوذ البيضاء للإنقاذ، ومصادر طبية، إن عدد المصابين في عموم سوريا تجاوز 14,750.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية عن وجود 9 آلاف و247 عنصرًا أجنبيًا يشاركون في جهود البحث والإنقاذ عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبي البلاد قبل أسبوع. وذكرت الوزارة عبر حسابها بـ"تويتر" أن 100 دولة عرضت المساعدات، وأن فرقًا موجودة على الأرض من 80 بلدًا.

وأعلنت الحكومة التركية أن ما لا يقل عن 41 ألف مبنى في 10 ولايات تعرضت للدمار الكامل أو الجزئي جراء الزلزال، وشددت على ضرورة إزالة المباني المتصدّعة والآيلة للسقوط.

آلاف الضحايا

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لمدة ثلاثة أشهر لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال. وجاء في بيان لغوتيريش "أرحّب بالقرار الذي اتّخذه الرئيس السوري بشار الأسد اليوم بفتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سوريا لفترة أولية مدّتها ثلاثة أشهر".

واعتبرت الولايات المتحدة أنّ فتح هذين المعبرين الحدوديين الإضافيين سيكون أمراً إيجابياً لسوريا إذا ما كان الأسد "جدّياً" في الوعود التي قطعها للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إنّه "إذا كان النظام جدّياً بهذا الشأن، وإذا كان مستعدّاً لإقران الأقوال بالأفعال، فسيكون ذلك أمراً جيّداً للشعب السوري".

26 مليون متضرر

أما عن عمليات الإنقاذ، فأكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث أن مرحلة عمليات سحب الناجيين تقترب من نهايتها، مشيراً إلى وجود حاجة ماسة لتوفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية. وشدد على أن الأمم المتحدة ستعمل على أن يتم نقل مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال الغربي الذي ألحق الزلزال المدمر خسائر فادحة به أيضا.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت السبت أن عدد المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص.

وأطلقت المنظمة التابعة للأمم المتحدة نداء عاجلا لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الحاجات الصحية الطارئة والكبرى.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية