"المنطاد" الصيني يفاقم التوتر بين واشنطن وبكين
فيما دعت الصين إلى ضرورة حل معضلة «المنطاد» بهدوء وحذر، فإن أصواتا أمريكية غاضبة تعالت مطالبة بالرد على الحادثة. في وقت كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ركاب طائرة مدنية اكتشفوا منطاد التجسس الصيني وليست وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وأعلنت قيادة الدفاع الجوي الأمريكي اليوم (الجمعة) أنها تواصل مراقبة المنطاد على ارتفاعات عالية. وأفادت بأن الرئيس جو بايدن رفض نصيحة «البنتاغون» بإسقاط المنطاد خوفاً من سقوط حطامه على المدن. لكن أصواتا في مجلس النواب الأمريكي طالبت الإدارة الأمريكية برد فوري على الصين.
وأثارت الحادثة غضب مشرعين في الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وأصدر النائبان مايك غالاغر وراجا كريشنامورثي بياناً قالا فيه إنه لا ينبغي للحزب الشيوعي الصيني الوصول متى شاء إلى المجال الجوي الأمريكي. واعتبرا ما حدث ليس فقط انتهاكا للسيادة، بل إشارة أيضاً إلى أن المبادرات الدبلوماسية الأخيرة للحزب الحاكم في الصين لا تمثل تغييرا جوهريا في السياسة. ولفت النائبان إلى أن الحادثة توضح أن التهديد الذي تشكله الصين لا يقتصر على الشواطئ البعيدة فقط، بحسب ما نقلت عنهما صحيفة «واشنطن بوست».
وأعلنت وزارة الدفاع أنها تتعقب منطاد تجسس صينيا يحلق عاليا فوق الولايات المتحدة.
وبحث وزير الدفاع لويد أوستن وكبار المسؤولين العسكريين إسقاط المنطاد، إلا أنهم قرروا في نهاية المطاف أن ذلك قد يعرض الكثير من الأشخاص على الأرض للخطر، بحسب ما أعلن مسؤول دفاعي بارز. وقال إن المنطاد حلّق فوق شمال غربي الولايات المتحدة، حيث توجد قواعد جوية حساسة وصواريخ إستراتيجية في ملاجئ تحت الأرض. واعتبر أن القصد من المنطاد هو المراقبة، ومساره الحالي يقوده فوق عدد من المواقع الحساسة، كاشفا أنه دخل المجال الجوي الأمريكي «قبل يومين»، وأن الاستخبارات كانت تتعقبه قبل ذلك بفترة طويلة.
وتصاعدت حدة التوتر بين واشنطن وبكين خلال الفترة الأخيرة حول ملفات عدة، إلا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لبكين في الأيام القادمة يمكن أن تساهم في تخفيف الأزمة بين البلدين.