لماذا المخا وحدها التي غمرتها أخبار الحياة .. أخبار المشاريع.. مشاريع استراتيجية كتوسعة ميناء وإنشاء مطار دولي وشق وسفلتة طرق وافتتاح مستشفيات.. الخ، وكل ذلك في زمن الحرب!
 
كل هذا وأكثر، تحقق في وقت قياسي، مقارنة بالصعوبات والتحديات والخيارات الأخرى، خيارات الحرب والمقاومة واستعادة الدولة، وهذا بوضوح ما يعكسه تدشين المرحلة الثالثة من مطار المخا الدولي، ليشمل التوسعة الشاملة لمدرج الطيران، ليكون قادرًا على استقبال الطائرات الكبيرة بمختلف أحجامها، حدث هذا بعد أسبوعين فقط من وصول فريق استشاري مصري بغرض تطوير الميناء ليكون دوليًا ومواكبًا لمعايير الموانىء الحديثة، في إنجاز سيجعل مدينة المخا من أهم الوجهات اليمنية، اقتصاديًا وسياسيًا وتنمويًا، وبديلًا جاهزًا للنقل والاستثمارات، وعبره سترتبط اليمن ببقية العالم، وسيستطيع اليمنيون السفر والتنقل والاستيراد والتصدير، بلا عراقيل انتهازية وبلا موانع مختلَقة. 
 
 تحقق، ويتحقق كل هذا في زمن الحرب، زمن المدن اليمنية المتوقفة تمامًا عن البناء والتنمية، المدن التي يقودونها باتجاه الماضي، وحدها المخا تعيش فترة مغايرة.
 
المخا ليست سوى مركز مديرية؛ لكنها لم تعد كذلك، بل هي اليوم كما يبدو مركز ثقل حضاري لا يقل عما تمثله المدن الرئيسية كصنعاء وتعز ومأرب وعدن والمكلا والحديدة.
 
 المخا ضوء في عمق الظلام اليمني، بيد رجل يملك إرادة، ويحمل خبرة، ويقدم إنجازات لا تكون إلا في زمن الدولة الحقيقية، الدولة الغائبة اليوم عن بقاع اليمن إلا عن المخا.
 
شكرًا طارق صالح.. وحدك من يذكِّرنا بزمن الدولة ورجالها.

أخبار من القسم