مطارُ المخا الدولي.. الإنجاز الأكبر في زمن الحرب (تقرير)
فيما الجرّافات كانت تُعبِّد الردميات فوق سطح مياه البحر الأحمر، بمحاذاة مرفأ المخا التاريخي، توازيًا مع انهماك العمّال في تشييد صالة المسافرين وبرج المراقبة بنسقٍ عالٍ من الهمّة؛ أعطى الشيخ ناصر باجيل النائب الأول لرئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، رفقة وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي، صبيحة اليوم، الإذن بانطلاق المرحلة الثالثة من المشروع، والتي تشمل توسعة مدرج المطار لتمكينه من استقبال الطائرات الكبيرة.
يتوّج الإنجاز الأكبر على الإطلاق في اليمن خلال فترة الحرب، سنواتٌ من الجهود التي عكف عليها العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، لإعادة رسم ملامح الحياة وتدوير عجلة التنمية الصدئة، وبسط نفوذ الدولة في المناطق المحررة من الساحل الغربي، بالشكل الذي ينعكسُ إيجابًا على حياة ورفاهية السكان.
في الرابع والعشرين من نوفمبر 2022م، وضع العميد طارق صالح حجر الأساس للمرحلة الثانية من المشروع التي اشتملت على إنشاء برج للمراقبة وصالة للمسافرين، بدعمٍ من دولة الإمارات العربية المتحدة.. في اليوم ذاته، كان المطار قد استقبل أول رحلة جوية لطائرة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود؛ وهي فكرة ثاقبة بأتم المعاني لإعادة "المدينة إلى مكانتها كبوابة بين اليمن والعالم"، بحسب تعبير العميد طارق صالح.
وبحجم مشروعٍ كهذا سيخدم "تعز والحديدة وكل مناطق الجمهورية"، كان لا بد من إثرائه بحزمة من المشاريع التي تساعد في صناعة التحوّل الكامل تنمويًا واستراتيجيًا للمخا، لذا حرص العميد طارق صالح، على تبني مشروع شق وسفلتة طريق الكدحة البيرين، لهدفين؛ الأول والأهم كسر الحصار عن مدينة تعز بثقافة التنمية ولغة العمل، والآخر إنشاء منظومة متكاملة من المشاريع في مجالات النقل، برًا وجوًا وبحرًا، لهذا تسير الأعمال في مطار المخا توازيًا مع استمرار الفريق الاستشاري المصري بوضع المخططات لتطوير ميناء المخا لتحويلهما إلى دوليَّيْن.
في أقل من شهرين فقط، دُشنت مرحلتان من الإنشاءات في المطار، إذ تُكَرس الجهود لاستكمال المشروع في أقرب وقت ممكن، ليكون بوسع اليمنيين القدوم إلى مدينة المخا للتحليق عاليًا من مطارها الدولي صوب وجهاتهم بالخارج، حيث وإلى جانب شبكة المشاريع الخدمية والتنموية في المدينة الساحلية، تحضرت مدينة القهوة مبكرًا لاستقبال زائريها القادمين في حينها للسفر بشبكة متكاملة من الفنادق المجهزة على أحدث الطرازات، وقد بلغ عددها تسعة فنادق أُنشئت منذ العام 2019، بمواصفات تنافسية.
لقد شكل التكامل الوثيق بين الدعم الإماراتي السخي ونية التطوير والإعمار وإنعاش الحياة من قِبل المقاومة الوطنية ممثلة بالعميد طارق صالح، نقطة الارتكاز التي قامت عليها كل هذه الإنجازات الطموحة التي مولتها دولة الإمارات العربية المتحدة دون تردد، على أساس العلاقة الأخوية الوثيقة بين اليمن والإمارات، والموقف الأصيل للدولة الشقيقة في إسناد اليمن على مختلف المستويات في ظل ما يعانيه من ويلات خلقتها الحرب الحوثية العدوانية.