تدفقُ المهاجرين الأفارقة.. ظاهرة آخذة في التزايد بشبوة تحمل معها جُملة من المخاطر (تقرير)
بشكلٍ مستمرٍ ومتزايدٍ، تتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الأفريقي إلى محافظة شبوة، عبر سواحل مديريةِ رضوم؛ إذ عادةً ما تقوم عصابات التهريب بإنزالهم ليلًا في شواطئ المديرية لتبدأ رحلة تهريب أخرى عبر البر يتكفل بها مهربون آخرون ينقلون المهاجرين إلى مدينة عتق، مركز المحافظة.
ويتفاقم مستوى القلق اتساقًا مع توسع هذه الظاهرة، التي تتنامى بشكلٍ يزيد من المخاطر الصحية، ويضاعف الأعباء الاقتصادية، كون هذه الأفواج المتدفقة لا تخضع لأي فحوصات طبية، ولا تمتلك أي مصدر دخل؛ فضلًا عن المخاطر الأمنية في ظل حالة قلق خشية استخدام المهاجرين من قِبل عصابات الفوضى والجماعات التخريبية.
يقول المواطن محمد العولقي لوكالة "2 ديسمبر"، إن مدينة عتق تكتظ بالمهاجرين الأفارقة الذين يهيمون بغير هُدى في الحارات والحوانيت والمساجد والأسواق، ما يرفع نسبة الخطر من تفشي الأمراض والأوبئة، لا سيما وأن المهاجرين عادة ما يتدفقون من مناطق موبوءة في القرن الأفريقي.
الجهاتُ الأمنيةُ بالمحافظة أبدت، هي الأخرى، قلقَها إزاءَ التواجدِ الكثيفِ لهؤلاء المهاجرين داخلَ الحاراتِ والتجمعاتِ السكنيةِ في عاصمةِ المحافظة.
وفي تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، أكد العقيد عبدالكريم علي لمروق، مدير عام إدارة البحث الجنائي بمحافظة شبوة، أن هذا الانتشارَ أسهمَ في ارتفاعِ معدلِ الجريمةِ داخل مدينة عتق، وأن رجال الأمن ضبطوا، خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة من العام الماضي، 16 أفريقيًا بينهم امرأة في قضايا مخدرات وقضيتي حيازة حشيش، بينما الآخرون قُبض عليهم كعصابة بحوزتها ستة كيلو من المخدرات.
وأشار العقيد لمروق، إلى تسجيل جريمة قتل بحق عدد من أفراد أسرة في مرخة السفلى، وقف وراءها مهاجر أفريقي، علاوة على عدد من قضايا السرقة والدعارة؛ لافتًا إلى وجود عصابات تقوم باستئجار عشرات الشقق والمساكن في مدينة عتق بأسعار خيالية لتسكين المهاجرين، الأمر الذي يثير الشكوك حول استخدامها لأغراض غير مشروعة ومخلة بالآداب، كالدعارة والاتجار بالمخدرات، وكذا ابتزاز المهاجرين من خلال تصويرهم ومراسلة ذويهم في دولهم ومطالبتهم بإرسال فديات مقابل إطلاق سراحهم.
وشدد لمروق على ضرورة وضع منظومة إجراءات، وفي مقدمتها إلزام أصحاب العقارات بعدم تأجير عقاراتهم للاجئين غير الشرعيين، على أن يتم التنسيق مع المنظمات المعنية بوضعهم في مخيمات تحت المراقبة الأمنية والصحية.
وتزايدت المطالبات الشعبية للحكومة والسلطات المحلية والجهات المختصة في المحافظة، بوضعِ استراتيجيةٍ أمنيةٍ وصحيةٍ تجاه استمرارِ تدفقِ المهاجرين الأفارقةِ وبما يضمنُ إقامةِ مخيمات خاصةٍ لاحتوائهم تحتَ إشرافٍ حكوميٍ للحدِّ من مخاطرِ تواجدِهم الكثيرةْ.