خلقت حادثة مقتل أمٍّ وأربعةٍ من أطفالها حالة تعاطفٍ واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي مع رب الأسرة، الذي خسر زوجته وأطفاله دفعةً واحدةً في حادثٍ مأساويٍ مروّع وقع الليلة قبل الماضية في مدينة الحديدة- غربي البلاد، نتيجة انفجار أسطوانةِ غاز صدئة أثناء إعداد الأم طعام العشاء لأطفالها.
 
ووقعت الحادثة المأساوية في مربع 17 يوليو بحي غليل، ليجد رب الأسرة "عدنان المزجاجي" نفسه وحيدًا بلا عائلةٍ في لحظة صادمة لم يستوعبها إلى اللحظة. لقد فقد بموازاة هذه الخسارة الفادحة كل ما له صلةٌ بأطفاله وزوجته من تفاصيل ذكريات العائلة، نتيجة احتراق المنزل بكل ما يحتويه.
 
حادثةُ مقتل أسرة المزجاجي، جاءت بعد أسبوعين من حادثة مماثلة أودت بحياة الدكتورة "حنان البصيلي" وطفلتها الوحيدة، عندما انفجرت أسطوانة غازٍ بهما في العاصمة صنعاء المختطفة من المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، مع انتشار واسع لأسطوانات الغاز التالفة التي أصبحت تشكل كابوس رعب ومصدرًا للموت.
 
ومنذ قرابة عامين، بدأت ظاهرة انتشار أسطوانات الغاز التالفة في العاصمة المختطفة صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بعد سحب المليشيا المدعومة من إيران، كافة الأسطوانات الجديدة والنظيفة، وإغراق السوق بالأسطوانات التالفة والتي تحوّلت إلى ما يشبه ألغامًا موقوتة تتربص بحياة الأبرياء.
 
ويوم أمس الأحد، وقع انفجارٌ في منزل إحدى العائلات بمدينة يريم- جنوب العاصمة المختطفة صنعاء، محدثًا فجوة كبيرة على جدار المنزل جراء شدة التأثير، حيث تسبب بإصابة امرأة بجروح بالغة نُقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات في المنطقة.
 
وقال مصدر في شركة الغاز الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية، إن الشركة كانت تعتزم، في أكتوبر الماضي، إجراء صيانة لأسطوانات الغاز التالفة بعد منع الحوثيين لها من استخدام الأسطوانات النظيفة والجديدة، في أعقاب تلقيها بلاغات وشكاوى من المواطنين تتعلق بالمخاطر المميتة التي تسببها الأسطوانات التالفة؛ إلا أن المليشيا الحوثية منعت عملية إجراء الصيانة واستحوذت على الميزانية التي كانت قد خُصصت لهذا الغرض.
 
وأوضح المصدر في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، مشترطًا عدم ذكر اسمه؛ أن الشركة كانت تخطط لاستبدال وصيانة قرابة 12 ألف أسطوانة غاز، إلا أن أوامر صادرة من قيادات في المليشيا الحوثية وجّهت الشركة بالتوقف عن هذا الإجراء وإيداع الميزانية المخصصة لعملية الصيانة في حسابٍ بنكي مخصص لصالح ما تسميه المليشيا الإرهابية "المجهود الحربي".
 
وبات الحصول على أسطوانة غاز ممتلئة معجزةً لدى السكان في مناطق سيطرة المليشيا؛ نتيجة افتعالها أزمات مستمرة لبيع الغاز بالسوق السوداء؛ لكن المحظوظين بالحصول على أسطوانة غاز يقعون وأسرهم ضحايا لهذه الأسطوانات غير الآمنة التي استنزفت أرواح كثيرين خلال الفترة الماضية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية