لم يعد خافيًا على أحد بعد كلمه زعيم ميليشيات الكهنوت "عبد الملك الحوثي"، أن ميليشياته لا تؤمن بالديمقراطية ولا الدستور، وترى ذلك شيئاً يجب إنهاؤه وأنها ترى نفسها وريثا شرعيا لإدارة الحكم، تحت مسميات "الولاية"، ليتجلى بذلك، أنها تقاتل من أجل إرجاع الدولة اليمنية إلى ما قبل ثورة 26سبتمبر المجيدة، بالتحديد إلى النظام الإمامي الكهنوتي الذي سقط بسواعد ونضال أبطال سبتمبر المجيدة.

 

ذلك اتضح من قبل، عندما قامت المليشيات الحوثية بدفن الصريع "صالح الصماد" جوار النصب التذكاري للجندي المجهول، لإزالة ذكراه الخالدة في قلوب اليمنيين، وقبله إزالة مقتنيات وصور ثوار سبتمبر المجيدة من المتحف الحربي بالعاصمة صنعاء المختطفة من قبل الكهنوت، وإحلال بدلًا عنها صور ومقتنيات صرعى المليشيات بينهم الصريع "حسين الحوثي"، واتضح بشكل واضح، اليوم الأربعاء، بكلمة زعيم ميليشيات الحوثي بمناسبة ما يسمى "الولاية"، إذ تحدث بأنه صاحب الحق بحكم البلاد مقدمًا نفسه وميليشياته كوريث شرعي للحكم.

 

وأثارت كلمة زعيم ميليشيات الكهنوت موجة غضب واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، فقد هاجم نشطاء سياسيون المليشيات الحوثية، وسخر بعضهم من كلمة الحوثي، وحذر آخرون من السكوت عن مساعي الميليشيات الطائفية، التي تحاول أن تعطي نفسها الحق الشرعي في الحكم، بعد إدراكها بأنها ليست مقبولة هي وأفكارها الطائفية في الوسط اليمني، الذي يقدم أسمى التضحيات وأروع البطولات في مواجهة مشاريعها الطائفية، في الساحل الغربي، وتعز، وصعدة والجوف، ومأرب وحجة، وحرض، والبيضاء، والضالع.

 

وقال نشطاء سياسيون، إن خطاب الحوثي أوضح أنه لديه حق إلهي في الحكم، وكل اليمنيين مجرد عبيد، مؤكدين أن هذه هي الحقيقة الساقطة للأفكار والمشاريع الكهنوتية والخمينية والشيعية.

 

الإعلامي فيصل الشبيبي معلقاً في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، "ما نعرفه أن الرسول الكريم هو آخر الأنبياء والرُسُل.. وباختصار.. هذه هي الجمهورية التي يتحدث عنها الحوثي، جمهورية ولاية الفقيه". مشيراً في تعليقه إلى قول عبد الملك الحوثي (مسألة اختيار الرسول ليست مسألة انتخابات متروكة للناس بل مسؤولية عائدة إلى الله).

 

ودعا السياسي "كامل الخوداني" أبناء الشعب اليمني إلى التنبه من دعاوى زعيم ميليشيات الكهنوت وخطرها على البلاد، مؤكدًا أن البلاد والدين والثوابت والقيم اليمنية في خطر، موضحًا أن "ادعاء الاصطفاء الإلهي والانتساب لبيت النبوة والأحقية بولاية الناس واستعبادهم هي الخطر الذي أصبح توحدكم من أجل القضاء عليه جهادا مقدسا لحماية الدين وضرورة وطنية لحماية الوطن".

 

وأوضح الخوداني، أن الحوثي يروج إن الجميع حاربهم ست حروب وبالتأييد الإلهي سيطر على اليمن، ومثلها الآن، مضيفًا "في حال عدم القضاء عليهم سوف يروجون إن بقاءهم تأكيد على التأييد الإلهي بعدها السيطرة على المنطقة وهذا ما قاله الحوثي اليوم في خطابه".

 

ورأى أن القضاء على خطر ميليشيات الحوثي وخرافة التأييد الإلهي والاصطفاء، هو بالقضاء على المليشيات الحوثية، متابعًا: "لو كانت الولاية لعلي بأمر إلهي ومبايعة نبوية ما بايع المسلمون أبابكر ولكان الله انتصر لأمره ولبيعة رسوله".

 

ووصف الصحفي "محمد أنعم" زعيم المليشيات بدجال مران الإيراني، موضحًا أنه خرج لترويج الكذب والافتراء على الله والرسول والصحابة بصورة مقززة، مبينًا أن "الشعب اليمني قالها جمهورية... جمهورية ومن قرح يقرح".

 

وقال "عبد الملك الحوثي في خطبته إن الدين الإسلامي والرسالة السماوية جاءت من أجل ولاية علي والتي أصبحت الآن ولايته هو كوريث شرعي واصطفاء إلهي ليبقى العالم متصلا بمصادر الهداية وبدونها يعتبر هذا الدين ناقصا لم يكتمل".

 

بدوره، قال الدكتور "بشار الزمزمي" إن الكهنوت يتخاطب مع الناس باسم الدين ويحول أفكاره لعقائد محسوبة على الله افتراءً"، واختتم تغريدته مشيراً إلى قناة المسيرة التي حذفت مقتطفات من كلمة الحوثي، وأورد الزمزمي صوراً للمقتطفات قبل حذفها من حساب قناة المسيرة الرسمي على تويتر.

 

من جانبه، أفاد الصحفي عبد الناصر المملوح، أن الافتراء الذي يؤمن به عبد الملك الحوثي ولم يجرؤ الإفصاح به الليلة هو أن جبريل كان مكلفاً بإيصال الرسالة لعلي لكنه خان الأمانة وسلمها لمحمد.

 

وقال المملوح: "الوفد الذي سيحضر المفاوضات يأخذ معه نسخة من خطاب عبد الملك الحوثي الأخير". متسائلا "كيف لمن يكّفر كل من لا يؤمن بحقه الإلهي في الحكم أن يقبل التعايش".

 

بدوره، خاطب الصحفي محمد عايش الحوثيين: "نكستكم الرئيسية، وإخفاقكم الحقيقي، يكمنان في أفكاركم الطائفية المتخلفة والبالية بلى العصور التي مرت عليها"، متابعًا "لو بذلتم أي جهد لتطوير أفكاركم، وصولاً إلى إنجاز خطاب وطني معاصرٍ، وجامعٍ لليمنيين لربما كنتم نجحتم في تجنيب أنفسكم، واليمنيين معكم، فظاعة وويلات هذه الحرب، وغيرها من الحروب القادمة بالتأكيد".

 

يجدر الإشارة إلى أن ما ذُكر هي آراء اختارتها "وكالة 2 ديسمبر" من بين سلسلة آراء وردود أكد فيها أحفاد ثوار سبتمبر أنهم مستمرون في نضالهم وكفاحهم المسلح لإسقاط مشاريع ميليشيات الحوثي الطائفية التي يروج لها زعيمها "عبد الملك الحوثي".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية