بعد تعثر استكمال الوحدة الصحية بخبل الشمايتين.. ممرض في فصل دراسي لخمسة آلاف مواطن (تقرير)
في غرفة مستقطعة من مدرسة حكومية لا تتعدى مساحتها 4 أمتار تحتوي على سريرين وصيدلية متواضعة ومختبر، يقف الممرض مشهور علي وحيداً لخدمة الآلاف من المرضى وسط إمكانات شحيحة وجهود ذاتية.
يغادر مشهور منزله بداية الأسبوع، ويقطع بسيارته ما يقارب مسافة ساعتين من قريته بوادي تب في مديرية الشمايتين نحو منطقة الخبل الشامي، في رحلة شاقة، للعمل في غرفة مقتطعة من مدرسة التقوى كوحدة صحية لأبناء المنطقة، ولا يعود إلى بيته إلا في آخر الأسبوع.
لم يكن مشهور ليكابد هذه الأوضاع لولا اندلاع الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على اليمن وأدت إلى تعثر استكمال بناء وتجهيزات الوحدة الصحية، وحرمت ما يقارب 5000 مواطن من الحصول على الخدمات الطبية.
تكاليف تنقل باهظة
أبناء المنطقة يعيش معظمهم على الزراعة والرعي ويسودهم الفقر، ونقل المرضى إلى مناطق أخرى ليس بالأمر السهل، وتصل تكاليف عملية النقل إلى أكثر من خمسين ألف ريال، في حين لا يكون المريض محتاجاً في بعض الأحيان إلا للإسعافات الأولية.
وجاء تعثر استكمال الوحدة الصحية التي تقع في الخبل اليمني بسبب رفض المقاول استكمالها ما لم يتم تعويضه واحتساب العملة الصعبة في التعاملات لتعويض الفارق الذي خسره جراء انهيار العملة خلال هذه السنوات.
يقول مشهور: تعثر استكمال الوحدة الصحية في مراحلها الأخيرة اضطرني إلى العمل في الفصل الدراسي لتخفيف معاناة المئات من المرضى الذين يترددون للحصول على العلاج بشكل يومي.
ويضيف، في حديثه لـ"2 ديسمبر": شحة الإمكانات وضيق المكان يجعلني أقوم بصرف المرضى إلى منازلهم، وتحويل بعض الحالات إلى مستشفيات عدن أو تعز أو الوازعية.
وطالب مشهور الجهات المعنية بسرعة استكمال الوحدة الصحية وتزويدها بالمعدات والتجهيزات الصحية، والكادر الطبي المؤهل لرفع مستوى الخدمات الصحية، واستقبال حالات مرضية أكثر.
عمل عشوائي
مدير المدرسة عبد الخالق التريني، الذي قام بالتبرع بفصل دراسي ليكون مقام الوحدة الصحية، يرى أن الواجب الأخلاقي وحاجة الناس الماسة للخدمات الطبية، وعدم قدرتهم على نقل المرضى إلى أماكن أخرى، دفع إدارة المدرسة للتبرع بأحد الفصول الدراسية رغم حاجتها له.
يقول التريني لـ"2 ديسمبر": الأهالي ينتظرون بشغف كبير تدخل السلطات المحلية لاستكمال بناء الوحدة الصحية الجديدة المتوقفة منذ 2014 وتحسين مستوى تقديم الخدمات التي تتسم حالياً بالعشوائية، نتيجة عدم وجود مكان مؤهل لتقديم الخدمات الصحية المطلوبة التي يطمح السكان في الحصول عليها.
ويتفق معه المواطن عبد الكريم العلقمي، الذي يؤكد أن عدم استكمال الوحدة الصحية كلف السكان متاعب التنقل نحو الوازعية أو مناطق أخرى، نظراً لضيق الغرفة الحالية وتواضع الخدمات المقدمة فيها.
ويشير العلقمي إلى أن أبرز ما تحتاجه المنطقة هو وجود كادر ومبنى مناسبين، حيث إن الممرض الموجود حالياً يقوم بالفحص والتمريض وصرف الأدوية، ويصادفه أحياناً ازدحام شديد، يفوق قدرته على رعاية الجميع، مطالباً بسرعة استكمال الوحدة الصحية الجديدة وتوظيف كوادر طبية متخصصة.