توسعت دائرة الاقتتال في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي خلال أشهر الهدنة الأممية، وتحولت المقاومة المحلية لحكم الحوثيين إلى أعمال عنف في عدة محافظات، وفقاً لتقرير مشروع بيانات موقع النزاع المسلح وأحداثه. 
 
وعملت مليشيا الحوثي على إثارة النزاعات والثارات القبَلية، فضلًا عن حملاتها المسلحة على أراضي المواطنين لنهبها كما حصل في عزلة القصرة بمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، وكذلك في وعرة همدان وصرِف بني حشيش شمال وشمال شرق صنعاء، وفي محافظات إب وعمران والجوف، فيما سجلت محافظة البيضاء أعنف المواجهات إثر الاعتداءات الحوثية بمختلف الأسلحة على قرية في منطقة قيفة.
 
وقال تقرير المشروع الذي حمل اسم "العنف في اليمن خلال الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة أبريل - أكتوبر 2022"، إنه خلال الهدنة، نمت أحداث العنف القبلي بنسبة 59٪ مقارنة بالأشهر الستة السابقة، وارتفعت بنسبة 64% في عدد الوفيات المبلغ عنها المرتبطة بهذه الأحداث. 
 
وبحسب التقرير، فإن العنف القبلي يمثل حوالي 11% من إجمالي الوفيات المبلغ عنها خلال فترة الهدنة، مرجعاً الزيادة الحادة في العنف القبلي إلى الاشتباكات بين القبائل التي اندلعت بسبب النزاعات على الأراضي والثأر. 
 
 وأكد التقرير أن الاقتتال الداخلي والقمع ظل مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث سجل مشروع بيانات موقع النزاع المسلح أعلى مستوى من العنف القبلي خلال الهدنة في شمال غرب البيضاء.
 
وشهدت محافظة البيضاء تصاعداً في المواجهات بين مليشيا الحوثي والقبائل المحلية في يوليو 2022، بعدما حاصرت مليشيا الحوثي قرية خبزة بمنطقة قيفة، ووجهت نيران أسلحتها الرشاشة والمدفعية على منازل المواطنين  ما أسفر عن سقوط 18 ضحية على الأقل من المدنيين. 
 
وذكر التقرير أن في محافظة الجوف، شمال شرق اليمن، اندلعت الأعمال العدائية بين الحوثيين وقبائل ذي حسين وبني نوف لأول مرة.
 
فيما سجلت محافظة عمران مستويات غير مسبوقة من العنف القبلي في عام 2022، وبلغت الاشتباكات القبلية ذروتها في شهري يوليو وأغسطس، حيث امتدت عبر عدة مناطق، بما في ذلك السودة وريدة وحوث، في حين زادت الوفيات المبلغ عنها بنسبة 650% مقارنة بفترة ما قبل الهدنة. 
 
في مديرية عيال سريح بذات المحافظة، اندلعت عدة اشتباكات 
بين القوات الموالية للحوثيين ورجال القبائل المحليين في يوليو، واستمرار الصراع على الأراضي الذي بدأ في ديسمبر 2021.
 
كما امتدت ديناميكيات مماثلة أيضاً إلى محافظة إب وسط اليمن، حيث تسبب الصراع بين القبائل حول النزاعات على الأراضي والقتل الانتقامي، في معظم الوفيات في المنطقة. 
 
وأشار التقرير إلى أن الاقتتال الداخلي بين الجماعات التابعة للحوثيين استمر في تأجيج التوترات المحلية، حيث اندلعت اشتباكات مميتة في مديرية السياني بذات المحافظة (إب) بين رجال قبائل الغانمي و ما يسمى الأمن الوقائي للحوثيين. 
 
وتفيد التقارير بوجود فصائل متناحرة بين كبار المسؤولين الحوثيين الذين يتنافسون على الوصول إلى مناصب السلطة والإثراء غير الشرعي.
 
وأوضح التقرير أن معظم الاشتباكات دارت حول نزاعات الأراضي "التقليدية" والوصول إلى الموارد المائية، والتي تتفاقم بين الحين والآخر؛ بسبب انتماء مجموعات قبلية معينة إلى الحوثيين.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية