على ضوء تبادل الرسائل الإيجابية بين الاشتراكي وساسي المقاومة الوطنية.. السلاح المطلوب للمعركة الوطنية (تقرير)
في خطوة إيجابية لافتة للانتباه تبادل مكونان متباينان في النهج؛ المكتب السياسي للمقاومة الوطنية والحزب الاشتراكي اليمني، رسائل تضمنت دعوات لتعزيز وحدة الصف الوطني المناهض لمليشيا الحوثي.
جاءت المبادرة من سياسي المقاومة الوطنية، حيث بعث تهنئة للحزب بمناسبة ذكرى التأسيس، أشاد فيها بالدور النضالي للحزب. وجاء الرد من الاشتراكي أكثر إيجابية وأكثر حيوية داعياً المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الانضمام إلى تكتل وطني.
أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، عبّر عن بالغ شكره لأمين عام المكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبدالوهاب العامر، وقال: "نؤكد مجدداً حرصنا في الحزب الاشتراكي اليمني على توسيع نطاق التحالفات السياسية لتشكيل الكتلة التاريخية وندعوكم للانضمام إلى الدعوة التي وجهناها بهذا الصدد".
وكان أمين عام المكتب السياسي للمقاومة الوطنية قال في تهنئته لأمين عام الاشتراكي: إننا ونحن نهنئكم بذكرى تأسيس حزبكم العريق نتطلع أن تكون هذه المناسبة محطة انطلاق لشراكة وطنية حقيقية مع كل القوى لتعزيز وحدة الصف الجمهوري وتمكينه من إنقاذ الوطن وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً.
وشدد أمين عام المكتب السياسي للمقاومة الوطنية أن "الأولوية في هذه المرحلة استعادة مؤسسات الدولة المختطفة من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية، وتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام سلماً أو حرباً".
وجاءت التعليقات المبارِكة لمثل هذا الخطاب مؤكدة أن "هذا هو السلاح المطلوب والذي تحتاجه المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب اليمني لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية؛ وحدة الصف الوطني.
جسامة المعركة وتحدياتها تفرض على جميع القوى الوطنية إيقاف مساعي دحرجة عجلة التاريخ إلى الخلف والوقوف صفاً صلباً ضد المشروع الإيراني وأدواته مليشيا الحوثي الحالمة بإعادة إنتاج النسخة الأسوأ من نظام الأئمة الذي لطالما كان السرطان الخبيث في جسد الوطن اليمني.
يقول الصحفي والكاتب بلال الطيب، في حديثه لوكالة "2 ديسمبر": "إن الإمامة وعلى مدى تاريخها الطويل ما سادت وتحكمت إلا من خلال خلافات اليمنيين، وسأضرب مثالين ناجزين لهذه الانتكاسة؛ المثال الأول يعود للبداية الأولى للتأسيس، فيحيى بن الحسين الرسي ما قدم من الحجاز ومن المدينة المنورة تحديدًا إلى صعدة، وما حكم وتحكم بمصائر أبناء صعدة؛ إلا من خلال خلافات اليمنيين أنفسهم، وبالتحديد خلاف قبيلتي ربيعة وبني سعد التابعتين لقبيلة خولان بن عامر، وفي نفس الفترة توسع يحيى بن الحسين الرسي ووصل إلى صنعاء، ولم يدخل صنعاء إلا بواسطة خلافات اليمنيين، خلافات آل يعفر وشيخ همدان الدعان بن إبراهيم وخلافات آل يعفر وآل همدان مع أبي الفضل الحميري".
يضيف الطيب: "تتكرر هذه الانتكاسة على مدى تاريخ الإمامة الزيدية الكهنوتية من بداياتها إلى عهد بيت حميد الدين إلى المدعو عبدالملك الحوثي، ولو عدنا إلى عام الانتكاسة (2014)، ما وصلت الميليشيا الانقلابية إلى صنعاء إلا عبر خلافات اليمنيين أنفسهم".
ويؤكد أن فرقاء الشرعية وقادتها إذا لم يتداركوا هذه الشواهد التاريخية ويستفيدوا منها ويعملوا جاهدين من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل أن يكونوا يدًا واحدة في وجه هذه الانتكاسة؛ فإن الحوثي أو الإمامة بنسختها الجديدة حتمًا ستتمكن من تثبيت أقدامها. ولن تنتصر الشرعية على الحوثي إلا بوحدة الصف الوطني.
وشدد الطيب على ضرورة "أن يتناسى اليمنيون بشكل عام خلافاتهم، وأن يتوقفوا عن المناكفات الحزبية التي لا طائل منها إلا نبش الأوجاع، وإثارة الأحقاد، وأن يتجهوا جميعًا لمواجهة هذه الكارثة التي تهددنا كيمنيين، وتهدد نسيجنا الاجتماعي، وتهدد جمهوريتنا التي قدّم آباؤنا آلاف الشهداء في سبيل الانتصار لها، جمهوريتنا التي واجهت فلول الإمامة في السنوات الثماني الأولى من عمر الثورة، وانتصر اليمنيون بملحمة الصمود، ملحمة السبعين يومًا، تلك الملحمة الخالدة التي حققها اليمنيون، ذلك الانتصار اليمني الخالص، المتحرر من العقدة اليزنية، حققوا انتصارهم وثبتوا الجمهورية، واستمرت عجلة الثورة رغم أن هناك إخفاقات، إلا أن الجمهورية وهذا النظام كان هو الأمثل لليمنيين بشكل عام، كان هو النظام المناسب الذي يوحد اليمنيين بكافة طوائفهم وقبائلهم".
ويستدرك الطيب: إلا أن الخلافات التي تجددت فيما بعد، جعلت الحوثي يتسلل، جعلت الإماميين الجدد يتسللون ويخترقون كيان الدولة ويسيطرون على الوضع، للأسف الشديد،…