لا تهوّنوا من أمر الفعاليات والمهرجانات المدرسية، طالما وهي بخطابها الوطني الذي نلمسه. بدأت مدرسة نعمة رسام هذه اللوحة وتعملقت بالعنفوان الخالد لليمني، وللطالبات أثر أكبر، وهذا لا يحط من أثر الطلاب، ولكن دوماً للفتيات أثرهن الكبير، وإذا كُنّ بهذا العنفوان فالباقي أمجد، وإذا تربت الطفلة على هذا المزيج الجمهوري فالقادم أشمخ، فالذكور لديهم قنوات اتصال أكثر من الطالبات، ويمتزجون بالناس وخارج البيت والمدرسة بما يكفل لهم التشرب بالمعاني العظيمة عكسهن هن الحبيسات بين البيت والمدرسة، وهذه الكرنفالات ستحول كل طالبة إلى أم وأخت عظيمة فالنساء هن الوطن، المرأة من تنجب الوطن، ودوماً أقول إن تحصين الفتاة اليمنية، بالمعنى الوطني، تحصين للمجتمع بأكمله، للذكور حتى؛ فحين تصبح الفتيات ذوات خطاب وطني يتربى أفراد الأسرة على النهج الوطني، على سيرة الثورة والجمهورية والمواطنة، فهن يلقمن الأطفال ذواتهن، الفتاة من ستجمهر ولدها الصغير، وتوطنه. 
 
هن هنا، في هذه المدارس بالآلاف، أي آلاف العائلات، كل واحدة منهن حفظت القصائد الوطنية، وغنت، وقبضت بكفيها الشعور الباذخ من ساعات الوقوف الماجد، والمرأة ربيبة العاطفة.. تقشعر جلودنا ونحن نسمع هذه الأهازيج، وأما بالنسبة لهن، للفتاة التي تنشد وتهزج فتصير هي القصيدة والأهزوجة وتصير هي البلاد. 
 
رأيي، الإذاعة أهم وسائل التواصل، ليس لكونها سمعية، بل لكون الإذاعات تستهدف المنازل، الأمهات والأخوات والصغيرات والصغار، وبدورهن تقوم النساء على تقديم المحتوى المقدم إليهن للعائلة الصغيرة والكبيرة وللمحيط، وهذا التأثير الذي تحدثه كل إذاعة، تحدثه هذه الأهازيج في مدارس البنات، فخلف كل واحدة منهن عائلة صغيرة وكبيرة، والأثر سيكون أعظم، خاصة أن هذه الطاقة، والحيوية، مرتبطة ارتباطاً كاملاً بالقيمة الوطنية الجمهورية، وأنا مع حشد كل الطاقات للمواجهة، وقد نجحت مدرسة نعمة رسام في الحشد التعبوي والتوجيه المختلف، وأحب أن أشكر مديرة المدرسة رجاء الدبعي، المرأة العظيمة التي تعملقت بهذه الأفعال الكبيرة؛ فقيمة المرء ما يُحسن وقد أحسنت رجاء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية