تحوّل كورنيش مدينة المخا منذ عصر أمس، إلى مسرحٍ مفتوح اجتذب آلاف الزوار من المديرية  ومحيطها، على فترتين، ولا زال المكان مكتظًا بالحاضرين الذين توافدوا إليه لليوم الثاني تواليًا، لمتابعة ما تبقى من عروض يُختتمُ بها المهرجان الذي حمل اسم "بندر المخا"، في وقت متأخرٍ هذا المساء.
 
بينما كانت دفعة من العوائل تهم بالمغادرة عند السابعة من مساء الأمس، بعد أن حظيت بساعات من المتعة في رحاب الإبداع الفني والثقافي، كانت دفعةٌ أخرى تترقبُ بانتباه خلو أماكن للجلوس عليها؛ وهكذا تحوّل الكورنيش الملطّف بنسائم البحر العليلة إلى مزارٍ مميز، دفعة تغدو وأخرى تروح.
 
كان لُطف "45 عامًا" يجلس في منتصف الكورنيش في المكان المخصص للرجال، رافعًا على كتفه طفله الذي ارتسمت على محياه ملامح الفرح والدهشة في آن، وعندما اكتظ المكان بأعدادٍ غفيرة فضّل لطف التقدم إلى الأمام حتى لا تحجب الجُموع أنظار طفله المأسور فرحًا وهو يشاهد مسرحيةً قدمتها طالبات من مدرسة الزهراء.
 
قال لطف لـ"2 ديسمبر" إنه اصطحب عائلته منذ الساعة الأولى لانطلاق المهرجان، واستجاب لإلحاح أطفاله للحضور حتى تعززت رغبته لزيارة الكورنيش الذي وفدت إليه العائلات من أرجاء المدينة للاستمتاع بعروض المنصة؛ مسرحيات وأناشيد ورقصات شعبية وأغانٍ وأهازيج وطنية.
 
من مديرية الخوخة، قاد إبراهيم سيارته رفقة زوجته وطفليه عصر أمس، فضّل هو الآخر الاستفادة من الفرصة السانحة لحضور المهرجان الجماهيري الذي ينظمه مكتب الثقافة  في المديرية بدعم من المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وقضى في الكورنيش أمسية كاملة قبل أن يعود مرة أخرى إلى الخوخة.
 
وقال إبراهيم لـ"2 ديسمبر" إنه حضر المهرجان الجماهيري الذي أُقيم في الخوخة الأسبوع الماضي، بدعم المكتب السياسي للمقاومة الوطنية؛ لكن أطفاله وزوجته أصروا عليه بدافع الشغف، على الذهاب إلى المخا، أمس الأحد، لحضور المهرجان الذي "يعطينا فرصة لنفرح ونصفق ونبتسم وننسى أوجاع الحرب"، حد قوله.
 
وينتظر زوار المهرجان عروضًا وفقرات أخرى،حيث يُتوقع أن يتزايد أعداد الحضور على نحوٍ مطّرد لاستغلال الساعات الأخيرة من المهرجان الذي يختم برنامجه هذه الليلة بعد يومين متتاليين أعادت للناس ابتسامات كادت أن تطفئها الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.  
 
المهرجان بعث من منصة الكورنيش، برسائل متعددة، انبثقت من فقراته متعددة الأفكار والأساليب، والتي حضر فيها الوطن المشرق الكبير والعظيم الذي تحاول فلول الظلام إطفاءه دون جدوى.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية