"نادي الخريجين".. يدُ مخابرات الحوثي القذرة في جامعات صنعاء
تفجّر الموقفُ غضبًا في أوساط طلابٍ جامعيين في العاصمة المختطفة صنعاء، مع تصاعد قمعهم من قِبل الهيئة المعروفة بـ"نادي الخريجين" ومنعها إياهم من مواكبة طقوس الفرح أثناء إقامتهم حفلات التخرج، وإخضاعهم لاشتراطات وقيود صارمة منعت بموجبها كل الطقوس الفرائحية المعهودة في حفلات التخرج وفرضت على الطلاب شروطها القمعية تعسفيًا وصولًا إلى إجبارهم على ترديد الصرخة الخمينية.
وبعد تشجّع بعض الطلاب الذين غادروا مربع الصمت، وكشفوا الأساليب التعرّضية التي تواجه الطالبات، على وجه الخصوص، بطريقة منافية للقيم والأخلاق المجتمعية؛ تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى منابر تضج بالشكاوى وتورد القصص التي عاشتها الكثير من الطالبات على أيدي عناصر النادي الحوثي، الذي يُعد وجهًا لحقيقة مليشيا إرهابية جعلت من صنعاء نسخة من قندهار الأفغانية.
وخوّلت مليشيا الحوثي للنادي، الذي يضم أعضاء جلهم ينتسبون سلاليًا للجماعة ومرتبطون بما يسمى جهاز "الأمن والمخابرات الحوثي"، بمراقبة حفلات التخرج والاستئثار بإقامة هذه الحفلات ومنع المتعهدين الذين كانوا يقاولون بمهرجانات التخرج لطلاب الجامعات وفق البرتكولات المتعارف عليها؛ ما جعل الطلاب يواجهون صورًا من القمع والمنع والاستغلال والمضايقة من قِبل النادي الحوثي.
وكتبت إحدى الطالبات، أن عناصر من النادي يأمرون الطالبات بالمرور أمامهم بصورة مهينة قبل بدء الحفل للتأكد من ملابسهن؛ حيث تجبر الطالبات على الالتزام بلبس معين وارتداء أحذية مسطحة، فضلًا عن قيود صارمة على الإهداءات على مجلات التخرج والصور المرفقة التي يتم إجبار الطالبات على تغطية وجوههن فيها.
وفي بداية تغوّله في الجامعات، الحكومية والخاصة، قدّم النادي الحوثي نفسه على أنه جهة مستقلة هدفها تقديم الدعم والمشورة والتحفيز للطلاب المتخرجين؛ لكنه سرعان ما كشف عن وجهه القبيح وبدأ يفرض اشتراطاته تدريجيًا حتى أصبح يستأثر بكل ما له صلة بالتخرج، حيث يُلزم الطلاب على سداد مبالغ مالية باهظة للنادي الذي يقيم الحفلات بالمزاج الذي يريد، الأمر الذي دفع المئات من الطلاب إلى التخلّي عن هذه الاحتفالات وتفضيل إنهاء مشوار التعليم الجامعي دون احتفال.
وأصبح النادي أشبه بشركة إنتاج ودعاية تعمل وفق الموجهات العقائدية المتطرفة لمليشيا الحوثي، علاوة على كونه جهةً لجمع الجبايات من المبالغ التي يدفعها الخريجون لقاء إقامة الحفلات التي أصبحت تضج بالزوامل والأناشيد العقائدية، بعد منع النادي تشغيل الأغاني أو تأدية الفقرات الفنية والاستعراضية، وحتى ارتداء الفل أو التقاط الصور دون أخذ موافقة مسبقة يُشترط فيها على الطالبات التقاطها بمعايير قمعية من ضمنها تغطية الوجه بالنسبة للفتيات غير المنقبات وعدم اصطحاب أفراد الأسرة الذكور أو دعوتهم للحضور.
وفي أعقاب الحملة التي طالبت بحل النادي؛ نظرًا لتدخلاته المباشرة في خصوصيات الطالبات، والتعرض لهن بأساليب مقززة تنتهك خصوصياتهن؛ أطلق المسؤولون في النادي تهديدات توعدوا من خلالها بمواصلة إجراءاتهم الفاضحة التي اعتبروها تصب في ما أسموها "مواجهة الحرب الناعمة"؛ فيما لا تزال أصداء الرفض تطوف مواقع التواصل الاجتماعي مع حالة من السخرية طالت المسؤولين على النادي الذين لا يجيد بعضهم حتى القراءة ولا الكتابة ويُخَوَلون بالإشراف على مجلات الطلبة ومراجعتها.