لم يجد مبعوثا الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، السابق غريفيث والحالي هانس غروندبرغ، خياراً أسرع للوصول إلى موقف مليشيا الحوثي من التوجه إلى طهران عاصمة قرار المليشيات وصاحبة الرأي النافذ على عصابة الكهنوت التي تتشدق بالسيادة.
 
وفي طهران حل المبعوث الأممي، الأحد، لحث الجانب الإيراني على المشاركة في تثبيت الهدنة ودفع مليشيا الحوثي إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه على محافظة تعز، وكان هذا نص تغطية الإعلام الإيراني لزيارة المبعوث إلى طهران.
 
وكما هو معلوم لكل دوائر القرار الدولي، فإن طهران هي من تسيطر على قرار مليشيا الحوثي، ما يجعل عملية تحقيق أي اختراق في الملف اليمني مرهوناً بموافقة الجانب الإيراني.
 
ولم تأتِ تصريحات الخارجية الإيرانية منافية أو حتى محاولة الحديث بدبلوماسية حول الملف اليمني، بل وضع وزير خارجية طهران نفسه صاحب القرار والرأي النافذ والمتحدث باسم المليشيا في آن واحد، ليخرج ويملي شروط طهران للوصول إلى سلام في اليمن.
 
ونقلت وسائل الإعلام عن وزير الخارجية الإيراني قوله، إن الوقف الدائم لإطلاق النار في اليمن يعتمد على ما أسماه "إلغاء كامل الحصار". في إشارة إلى الشروط التعجيزية التي أعلنتها مليشيا الحوثي للتنصل من تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق الأردن والذي ينص على فتح الطرقات الرئيسة في مدينة تعز.
 
وفي موقف جديد يؤكد كيف تعمل مليشيا الحوثي كقاتل مأجور.. خرج، الأربعاء، مستشار القائد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بإملاءات جديدة وجهها إلى القيادي الحوثي محمد فليته، مفادها أنكم ستقاتلون نيابة عن طهران دون توقف، وهذا تأكيد على أن السلام مع المليشيات بعيد المنال، وأنها - المليشيا- ورقة في الملف النووي أكثر مما هي شيء آخر.
 
المسؤول الإيراني، الذي جلس في حضرته محمد فليته كطالب تم استدعاؤه من فصل الدراسة، أكد أنه لا يمكن لأحد أن يوقف هذه الحركة، "أي مليشيا الحوثي".
 
ولم يغفل المسؤول الإيراني أن يُذكِّر العالم أن دعمه لمليشيا الحوثي يستهدف بدرجة رئيسة تهديد خطوط الملاحة والمصالح الدولية العابرة والمشاطئة للبحر الأحمر، وقد قالها بشكل صريح مخاطباً محمد فليته "وقد أبديتم هذه القوة في باب المندب الحساسة". 
 
وتتمسك مليشيا الحوثي بشروط سبق وأعلنتها طهران على لسان الهالك قاسم سليماني عام 2016، واعتبرتها طهران -حينها- مبادرة إيرانية يتضمن محتواها شرعنة الانقلاب الحوثي وفتح المنافذ لتصبح شريان إمداد عسكري للحوثيين.
 
ومع كل هذا الارتهان الحوثي الفاضح والظهور كعصابة مأجورة تعمل لصالح إيران، تخرج المليشيا متشدقة بالسيادة واستقرار القرار الوطني، وترمي خصومها بكل التهم والرزايا لوجودها ضمن تحالف عربي لتأمين المنطقة من النفوذ والأطماع الإيرانية.
 
طهران هي صاحبة القرار، وإليها توجَّه المبعوث الأممي، ومنها خرج وزير خارجيتها يتحدث بلسان حوثي صريح.. فما الذي تبقى للمدعو عبدالملك الحوثي ليتغنى به في خطاباته الممجوجة والناضحة بالزيف وادعاء الاستقلالية والتفرد بالقرار حرباً وسلماً.
 
وزيارة المبعوث الأممي إلى طهران ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل في كل نقاش أو مباحثات حول اليمن سيحج كل من يسعى للحصول على موقف حوثي إلى إيران ليبحث معها الملف اليمني، بل وتحديداً موقف مليشيا الحوثي من أي مستجد أو صيغة تسوية أو رؤية سلام.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية