بقدر ما ينظرُ البعض، لا سيما سكان السواحل المتّقدة بدرجات حرارة عالية، إلى فصل الصيف بحالة من التشاؤم تفسر عناءهم مع الطقس الحار وندرة هطول الأمطار؛ للصيفِ وقعٌ آخر على سكان المناطق الجبلية، الريفية منها على وجه التحديد، كونه فأل خير على المزارعين، تتحوّل خلاله المناطق القافرة والمُجدبة إلى جنان خُضر ومروج خصبة.  
  
ومع الانغلاق الذي فرضته مليشيا الحوثي قهرًا على اليمنيين في مناطق سيطرتها، وتكريسها نهجًا معاديًا لمظاهر البهجة والفرح خصوصًا في المدن الرئيسية؛ زادت حاجة الناس إلى الخروج نحو آفاق أخرى تساعدهم على التخفيف من وطأة العناء في دائرة القيود المفروضة؛ فكانت الأرياف الخضراء خيارهم المُفضّل للحصول على بعض السرور بعيدًا عن القمع الحوثي.  
  
منذ منتصف يوليو الماضي، شهدت اليمن موسمًا ممطرًا لا زال يُغدق بالغيث حتى اليوم تحت تأثير عوامل الضغط الجوي المنخفض؛ مناطق شمال ووسط وجنوب غرب اليمن، شهدت أعلى كثافة لهطول الأمطار، تحوّلت على إثرها البلدات الريفية إلى لوحات خضراء بديعة، أشبه ما تكون بمنتجع مفتوح يأوي إليه السكان للانصراف بعض الوقت عن فوضى المدن والهجوع إلى أماكن هادئة مُغدقةً بتفاصيل الطبيعية الساحرة.  
  
تعج مواقع التواصل الاجتماعي باهتمام بالغ بتوثيق المشاهد الطبيعية في المناطق الريفية؛ إذ يتبادل سكان وزوار هذه المناطق صورًا ومقاطع فيديو تُظهر جانبًا جذابًا يُلخص مكنون الجمال الطبيعي الذي ترتديه الأرياف في فصل الصيف الماطر، مع موسم الزراعة الموسمي الذي يعتمد فيه المزارعون على مياه الأمطار في ري المزروعات، التي عادةً ما تكون أصنافًا من الذُرة والأعلاف.  
  
يقول وائل البركاني لـ"2 ديسمبر"، إنه اقتطع أسبوعًا من إجازته السنوية ليزور محافظتي إب وريمة رفقة عائلته، حيث شق طريق رحلته في أفياء متشحة بالخضرة ومسالك جارية المياه، لبلوغ سفوح مرتفعات جبلية يمكن من خلالها الاطلاع على السهول الوارفة في محافظة إب؛ وبقدر ما كانت رحلته شاقة إلى محافظة ريمة، أمكنه تعويض مشقة الوصول مستعيضًا بالأجواء الملائمة لرحلة صيفية مفتوحة في الريف.  
  
يشكل جريان الأودية وامتلاء السدود وبرك المياه، فرصة استثنائية أمام من يتملكهم شغف المغامرة في الترحال عبر الأرياف خلال هذه الأيام، وهذا ما دفع يونس فضل إلى اقتراح رحلة على زملائه ليومين إلى محافظة المحويت، حيث قضى وثلاثة من زملائه "رحلة شيقة" كان بودهم لو تطول أكثر لولا انشغالهم بدراستهم الجامعية.  
  
وأفاد وائل "2 ديسمبر" بأن محافظة المحويت "من أخصب المحافظات اليمنية، يمكن فيها الترحال بين الجبال والأودية والتنزه في مناطق خلاّبة في هذه الأسابيع مع تزايد فرص هطول الأمطار، وجريان الأنهار في مناطق ريفية عدة بهذه المحافظة"؛ مستطردًا: "نخطط لزيارة محافظة إب في القريب العاجل".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية