يسجعُ إبراهيم نهاري بترانيم صباحية من الثقافة التهامية ليشعر بالحماس أثناء حرث مزرعته في منطقة الرمة شرق المخا. لقد بدأ استصلاح مزرعته المهجورة منذ سنوات بسبب ألغام الحوثيين وقلب تربتها باستخدام الثور والمحراث، مع إضافة كميات من السماد العضوي استعدادًا لموسم زراعة البصل الذي اقترب موعده.
 
على بُعد أقل من 500 متر من مزرعة نهاري، يروي هائل جارف (30 عامًا)، مشاتل البصل بالمياه، إذ يعمل هائلُ بالأجر اليومي في مزرعة يملكها المزارع عبده عبدالله (50 عامًا) وعليه أن يسخّر جهوده للاعتناء بتلك المشاتل جيدًا حتى يحين موعد نقل الشتلات إلى أحواض المزارع.
 
يقول هائل لـ"2 ديسمبر" إنهم يبدأون تجهيز المشاتل قبل شهرين من انطلاق الموسم، حيث يضعون كميات من بذور البصل في أرض مقسمة لعدة مربعات، ويعملون على سقيها بانتظام للحفاظ على نضارة نموها الخضري طوال فترة الشهرين، الى أن يحين ميعاد نقلها إلى المزارع في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو موسم زراعة البصل في أودية المخا الخصبة.
 
وأضاف، إن زراعة البصل يُفضل دائمًا أن تكون من الشتلات لا البذور حتى لا يستغرق نموها فترة أطول وتتجاوز الموسم، لافتًا إلى أن أغلب المزارعين يلجأون إلى زراعة مشاتل خاصة بهم، وهؤلاء عادة ما يكونوا من كبار المزارعين، بينما يشتري البعض شتلات جاهزة من المزارعين الكبار ويقومون بنقلها إلى مزارعهم.
 
وتقلّصت المساحات المزروعة في الساحل الغربي خلال السنوات الماضية، نتيجة الألغام التي غرستها مليشيا الحوثي في المزارع؛ لكن جهودًا بذلتها الفرق الهندسية للقوات المشتركة طهرت مئات المزارع من الألغام ومكنت مالكيها من العودة لزراعتها مجددًا. 
 
ويعتمد السكان على المداخيل التي يجنونها من زراعة البصل الذي يستغرق نموّه 5 أشهر حتى يصبح ناصجًا في تحقيق القدر الكافي من الاستقرار المعيشي، حيث يصدّرون كميات كبيرة من البصل إلى خارج اليمن، تصل إلى نحو 300 طن يوميًا من مختلف أودية الساحل الغربي في ذروة الموسم.
 
وتُعد اليمن، التي تعود زراعة البصل فيها إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي، من أخصب الأراضي في الوطن العربي لزراعة هذا المحصول، حيث بلغت كميات الإنتاج فيها حوالي 189.756 ألف طن سنويًا من مساحة زراعية تبلغ 14 ألف هكتار، طبقًا لكتاب الإحصاء الزراعي للعام 2018.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية