مثّل افتتاح فرع للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية في محافظة تعز، مؤخرًا، حدثًا هامًا على صعيد رفد وتعزيز دور القوى السياسية في مناهضة المشروع الحوثي الإيراني، وتأكيدًا لما تتمتع به الجبهة الوطنية من تنوع سياسي تصب جهوده في مصلحة الخلاص الناجز من الكهنوت كأولوية قصوى تذوب في مقابلها المصالح الشخصية.
 
حدثٌ كهذا جدير بأن يُحتفى به كإنجازٍ يوسع دائرة المشاركة الشعبية في التكتلات السياسية ويجعلها عنصرًا مؤثرًا في صنع التوجهات الوطنيّة في إطار نضج وعمل مؤسسي.
 
إضافة جديدة للعمل السياسي في اليمن 
 
أمين المشولي، رئيس فرع حزب العدالة والبناء في تعز، يرى إعلان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية إضافة جديدة للعمل السياسي في اليمن، علاوة على كونه يشكل ألمًا للانقلاب الحوثي على النظام الجمهوري.
 
هذا الإعلان- كما يقول المشولي- جاء ليحاكي حيثيات النصر وأبجدياته المتمثلة في التوأمة بين السياسة والقوة العسكرية، وهذا ما بدأته تعز منذ اليوم الأول للمقاومة حيث مثلت توأمة متناغمة بين التصدي العسكري للانقلاب وانطلاق برامج سياسية عملت على تعرية الانقلاب الحوثي وفضح مخططاته وكشف زيفه.
 
يختتم أمين عام حزب العدالة والبناء في حديثة لوكالة "2 ديسمبر"، بأن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية يشكر على إثباته عمليًا أن تعز نموذج مشرق للمشروع الوطني والنظام الجمهوري الذي يقبل كل الآراء مهما كانت، شرط أن تحمل رؤية القضاء على العبودية والخنوع والإذلال الممنهج من قِبل الإمامة والكهنوت والسلالة، كما أثبت جليًا أن تعز ليست حكرًا على أحد أو ملكًا لأيٍّ كان.
 
المشتركات النضالية بوصلة للمرحلة المقبلة
 
اكتساب فعالية افتتاح فرع المكتب السياسي في مدينة تعز هذه الأهمية الكبيرة من الفعاليات المختلفة في المحافظة، وتصدر أخبار وصور الافتتاح وسائل التواصل الاجتماعي، دليل قطعي على أن الشعور الجمعي على دراية بسمو الأهداف التي يحملها هذا الوافد الجديد إلى ميدان السياسة والمقاومة في مدينةٍ عُرفت منذُ زمن بعيد بمهد المدنية والعمل السياسي الشريف.
 
جميع المكونات الجمهورية المناهضة لمشروع الكهنوت السلالي الحوثي، مهما كانت تبايناتها ونظرتها للأحداث المعتملة في الساحة الوطنية من زوايا شتى، إلا أن الهم الوطني والمشتركات النضالية واستشعارها للخطر الوجودي، الذي يحدق بالوطن وإحساسها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، التي تحتم عليها تجاوز الاختلافات والماضي بكل ما فيه من صواب أو خطأ؛ كل ذلك جعلها تلتقي في مساحة وطنية مشتركة، وفقًا لعبد الواسع الفاتكي- رئيس الدائرة السياسية لتيار نهضة اليمن. 
 
الفاتكي في تصريحه لوكالة "2 ديسمبر" ينظر إلى افتتاح فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز بوصفه حدثًا مفصليًا هامًا، على خطى التئام الصف الداخلي والترفع عن الجراح والآلام التي خلفها الاحتقان السياسي في الفترة الماضية، والذي لم يستفد منه الحوثي ومن خلفه نظام ملالي طهران.
 
تتويج لتوحيد جهود مواجهة الخطر الإيراني
 
يؤكد مدير مكتب الإعلام في محافظة تعز أمين الخرساني، في حديث لـ"2 ديسمبر" أن هناك إجماع شعبي وسياسي على أن فتح فرع للمكتب السياسي بتعز خطوة في إطار توحيد القوى السياسية المناهضة للحوثي ومن ورائه النظام الإيراني، والقبول ببعضها، ويعد هذا التوجه تتويجًا لتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة الخطر العنصري الذي تزرعه إيران في اليمن، وهو خطر التمدد العنصري الإيراني وفهمها الخطير والعجيب للإسلام على هذا الصعيد.
 
 ويضيف أمين الخرساني أن الخطوة الرئيسية والمفصلية قد تمت بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وبالتالي استقبلت كل القوى السياسية في محافظة تعز هذا الحدث بالمشاركة في افتتاح مقر المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وقبلها كانت مدينة التربة قد استقبلت العميد طارق محمد عبد الله صالح في عيد الأضحى المبارك باحتفاء كبير.
 
توحيد القوى العسكرية ضامن أبرز لاستمرار الشراكة السياسي
 
خطوة نحو تكامل القوى الموجودة في الصف الجمهوري لتتلاحم في معركة استعادة الدولة وتعود إلى العاصمة الأم صنعاء، ولن يتم استعادة الدولة- كما يقول الدكتور عبدالوهاب العوج، القيادي في حزب البعث القومي- إلا بالتنسيق السياسي بين مختلف الأحزاب والمكونات وإزالة الشوائب العالقة فيما بينهم.
 
ووفق العوج، ففي ترحيب الأحزاب بافتتاح مقر المكتب السياسي خطوة تصب في مصلحة تصويب مسار الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي في طريق خطتها لعودة النظام الإمامي بعد أن قدم الشعب اليمني تضحيات جسام للتخلص من نظام الأئمة في ثورة 26 سبتمبر عام 1962، كاشفًا أن الوقائع الماثلة على الأرض توحي أن التلاحم السياسي هذا يأتي استباقًا لعودة المسار العسكري بعد انتهاء الهُدن، لأن المليشيا جهزت نفسها عسكريًا خلال الفترة الماضية لمحاولة اقتحام المدن، وهذا ما لم تسمح به القوى الوطنية المنضوية في إطار المجلس الرئاسي التي عليها الإسراع في توحيد القوى العسكرية كضامن أبرز لاستمرار الشراكة السياسية وتوجيه السهام مجتمعة نحو عدو واحد.
 
المقاومة والسياسة، ثنائية مرحلة كفاح عظيمة، يمضي المكتب السياسي خلالها حاملًا أوراق ما يفرضه الأبطال في الميدان، وهي استراتيجية تحفظ حق المقاومين في حضور رسم المستقبل والتذكير بعواقب عايشها المصرّين على أذية اليمنيين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية