تشديد عربي ودولي على ضرورة الاستفادة من أهداف الهدنة والانتقال إلى عملية سياسية
رحب عدد من دول العالم، اليوم الأربعاء 3 أغسطس/آب، بإعلان الأمم المتحدة تمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين، وفق البنود السابقة.
وفي بيان للرئيس الأمريكي جو بايدن ترحيباً بتمديد الهدنة، قال إن الهدنة المستمرة منذ 5 أشهر "جلبت فترة من الهدوء غير المسبوق" في اليمن، مؤكدًا بأنها "ساهمت في إنقاذ آلاف الأرواح وجلبت إغاثة ملموسة لعدد لا يحصى من اليمنيين".
ولفت بايدن أن تمديد الهدنة في اليمن والتوصل إلى حل نهائي للنزاع كان "موضوعًا رئيسيًا" للنقاش خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية.
من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن "الهدنة قدمت فوائد ملموسة لليمنيين"، لافتًا إلى أنها "تعتبر أطول فترة من الهدوء النسبي في اليمن خلال أكثر من سبع سنوات"، مشدداً على جميع الأطراف "العمل على استئناف العملية السياسية التي يقودها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة".
وحثّ البيان، الأطراف اليمنية على الإيفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالهدنة وكذا الاستمرار في العمل بشكل عاجل نحو التنفيذ الكامل لجميع بنودها، مشدداً في الوقت ذاته على أولوية فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى.
ودعا الأطراف إلى اتخاذ خطوات إضافية للاستفادة من الإمكانات الكاملة للهدنة، و"المشاركة البناءة مع اقتراح مبعوث الأمم المتحدة الخاص جروندبرج لاتفاقية هدنة موسعة، والتي تسعى إلى معالجة القضايا ذات الأولوية مثل فتح الطرق، ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والمعاشات التقاعدية المدنية".
جامعة الدول العربية، بدورها أكدت، في بيان صادر عنها، "أن الهدنة تتيح العمل على تخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اليمنيون في جميع أنحاء البلاد، كما تفتح المجال أمام البدء في عملية سياسية جادة لإنهاء الأزمة".
وأضافت إن "الشعب اليمني عانى لسنوات من الحرب، ومن أزمة إنسانية شديدة الوطأة وإن تجديد الهدنة يمثل خبراً ساراً لملايين اليمنيين"، مشيرةً إلى أهمية الالتزام ببنود الهدنة في المرحلة المقبلة وضرورة تعزيز عمل المبعوث الأممي في التوصل إلى اتفاق هدنة موسع ومستدام.
كما أكدت أن استمرار الهدنة يمنح زخماً مطلوباً للعملية السياسية ولاستمرار المفاوضات كطريق وحيد لمعالجة الأزمة اليمنية على نحو شامل توطئة لإحلال السلام في هذا البلد الذي عانى أهله الكثير.
ورحب البرلمان العربي، بتمديد الهدنة لشهرين إضافيين وفق البنود السابقة حتى الثاني من أكتوبر المقبل والذي جاء بعد التشاور مع الحكومة اليمنية وموافقتها، مشيرًا في بيان، إلى أن القرار يتضمن التزاماً من كافة الأطراف بتكثيف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة موسع في أسرع وقت.
ودعا إلى البناء على هذه الخطوة الإيجابية وصولاً إلى تحقيق تقدم في العملية السياسية، والذي من شأنه أن يفضي إلى إنهاء الأزمة في اليمن ويرفع المعاناة عن الشعب اليمني.
بدورها أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن ترحيبها باتفاق تمديد الهدنة في اليمن، مجددة في بيان صادر عنها تأكيد دعمها للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وأكدت وقوفها مع اليمن لرفع المعاناة عن شعبه وتحقيق ما يصبو إليه من أمن وسلام واستقرار وتنمية.
إلى ذلك، رحب نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة في اليمن.
وفي السياق، رحبت المملكة العربية السعودية مؤكدةً بأن الهدنة تهدف في المقام الأول إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي الانقلابية.
وأكدت على أهمية التزام الحوثيين ببنود الهدنة الحالية وسرعة فتح المعابر في تعز، لتخفيف المعاناة الإنسانية، وإيداع الإيرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين.
وفي السياق، رحّبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم مؤكدة دعمها لجهود إنهاء الأزمة اليمنية عبر حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وبما يُفضي إلى إنهاء الأزمة في اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبما يضمن وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ويرفع المعاناة عن شعبه ويُلبي تطلعاته في الأمن والسلام.
من جهتها أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن ترحيبها وأكدت دعم مملكة البحرين للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب وصولاً إلى حل سياسي شامل ومستدام للأزمة اليمنية، وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، بما يلبي تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والسلام والتنمية والازدهار.
الخارجية التركية، في بيان، أعربت عن أملها في أن يتم الاستفادة من وقف إطلاق النار لفتح الطرق في جميع أنحاء البلاد وحل الأزمة الإنسانية في اليمن.
وأكدت أن أنقرة ستواصل تضامنها مع الشعب اليمني ودعمها لجهود الحوار الهادفة إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الأطراف اليمنية وحل النزاع على أساس الشرعية الدولية والدستورية.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، مساء الثلاثاء، تمديد الهدنة لشهرين إضافيين، من 2 آب/أغسطس وحتى 2 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وذلك بعد موافقة الأطراف اليمنية.