المحرر السياسي| تعز.. قلب اليمن النابض وسِرُّ أسرار النضال الوطني
تظل محافظة تعز قلب اليمن النابض، وسِرَّ أسرار النضال الوطني، قديمه وحديثه.. ولن يشذ الحاضر والمستقبل عن الدور الريادي للحالمة بموقعها الجغرافي جنوب شمال الوطن وشمال جنوب الوطن.
شكّلت تعز قاعدة انطلاق الجبهة القومية وجبهة التحرير في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لدحر الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن، وكانت في الوقت نفسه الرافد الأهم- بكوادرها- لدفع حركة الضباط الأحرار نحو تحقيق الغاية التي كانت حلم اليمنيين وهي دحر الإمامة الكهنوتية من شمال الوطن وإقامة النظام الجمهوري صبيحة ذلك اليوم الأغر 26 سبتمبر 1962م.
ومع نظام التعددية السياسية والحزبية مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي، كانت تعز المورد الأهم لإثراء التجربة الوليدة على مستوى الوطن العربي، ورفع اليمن إلى مصاف دول الديمقراطية الناشئة قبل أن تهوي بها الأحداث الجسام جراء الحرب المفروضة من مليشيات الحوثي، أحفاد الإمامة وأدوات إيران في المنطقة.
اليوم، ومهما تعاظمت الأحداث التي شوهت صورة تعز، تظل هي تعز العِز وحاضرة اليمن السياسية والثقافية وحاضنة التعايش السلمي.
تعز- كما هو عهدها- أكبر من أن تقزّمها الخطوب وتداعيات الحرب ومصالح شخصية لبضعة نفر عبّرت عنهم منشورات الذباب الإلكتروني في تناولهم حدث افتتاح مقر فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في المحافظة.
لقد بدت منشورات الذباب الإلكتروني أقل من نطفة في بحر تعز المبارِك لافتتاح مقر فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.
وكان لمشاركة مختلف الأحزاب والتنظيمات والفعاليات السياسية في تعز افتتاح مقر فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، أثرًا كبيرًا في نفوس أحرار اليمن، وعلى وجه الخصوص أبناء تعز المرابطين في متارس العزة والشرف ضد المشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي).
مواقف الترحيب والمباركة توَّجها ترحيب التجمع اليمني للإصلاح، وهو ما ينمّ عن إدراك ووعي كامل وناضج بأهمية تعزيز الاصطفاف الوطني، وما تعز إلا صورة مصغرة لما ينبغي أن يكون عليه النضال العظيم في اليمن الكبير، وبما تتطلبه المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب اليمني، من الدوس على الماضي وتجاوزه لحشد الطاقات المتجددة والفاعلة حتى تتم استعادة الدولة ودفن خرافة الولاية إلى الأبد.
وقد كان الخطاب واضحًا، بل وسبقته الأفعال؛ فالمقاومة الوطنية ومكتبها السياسي جزء من تعز ومع أبناء تعز في مهمة استكمال تحرير المحافظة وإعادة إعمارها وجعلها بوابة النصر الجمهوري الكبير المتمثل في استعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل والمستدام لكل أبناء اليمن سلمًا أو حربًا.