تقرير| مليشيا الحوثي تستخدم السلطة والدين لقمع الحريات وتغيير النسيج الاجتماعي
منذ انقلاب مليشيات الحوثي على السلطة في نهاية 2014، عمدت إلى التضييق على الحريات وفرضت العديد من القيود والرقابة على حركة المواطنين وكافة شؤون حياتهم، وعملت على الفصل بين الجنسين في الجامعات والأماكن العامة.
ووفقًا لتقرير "اليمن: رصد الأثر الاجتماعي يناير – مارس 2022"، الصادر عن منظمة تقييم القدرات، فإن مليشيا الحوثي تستخدم الدين كمبرر وذريعة لتبرير القيود التي تفرضها على الحريات الثقافية بهدف تغيير السلوك الاجتماعي.
إغلاق المكتبات
واعتبر التقرير إغلاق مليشيا الحوثي للمكتبات جزءًا من حملة أوسع لتقييد وجهات النظر التي تناهض أفكارها وسلطتها.
وتلجأ المليشيات لاستخدام القضاء لقمع الحريات وإغلاق المكتبات بأحكام قضائية، كما حدث مع مكتبة أبو ذر الغفاري بأمانة العاصمة التي يزيد عمرها عن 40 عامًا، واشتهرت باختيارها للألقاب الفلسفية والفكرية والسياسية.
ولم تكتفِ المليشيات بإغلاق المكتبات، بل وفرضت قيودً على الطلاب والطالبات في الجامعات، حيث تعرضت بعض الطالبات للتنمر والمضايقات بسبب اللبس وغيره.
وبحسب التقرير، قام الحوثيون بفصل الطلاب والطالبات في قاعات المحاضرات، وفصل حفلات التخرج حسب الجنس لأول مرة منذ إنشاء الجامعة في السبعينيات.
وقالت المنظمة إن فرض مليشيا الحوثي لهذه القيود سيعيق تنقل المرأة ومشاركتها في مكان العمل والأوساط الأكاديمية، ويضاعف التفكير الفكري الضيق، ما يؤدي في النهاية إلى مجتمع أكثر تحفظاً، وينخفض سقف الحريات والحقوق المدنية.
ونقلت المنظمة عن مراقبين أن الفصل بين الجنسين في الجامعات، يتم في الأقسام التي يكون فيها لرئيس القسم ارتباطات مع الحوثيين أو لم تكن هناك مقاومة من الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو رئيس القسم.
فرض قواعد اللباس
أوضحت منظمة تقييم القدرات أنه إلى جانب جهود مليشيا الحوثي للقمع الفكري، كانت هناك أيضًا تقارير عن ممارسة أنواع أخرى من السيطرة على الطلاب، حيث أصدرت مليشيا الحوثي تعميماً ينص على مبادئ توجيهية لقواعد اللباس المعتمدة للطلاب والطالبات في العديد من الجامعات الخاصة والعامة في مدينة صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار وحجة.
ولفتت المنظمة إلى أن التعميم الحوثي يحظر أشياء مختلفة، بما في ذلك قصات الشعر، والوشم، والإكسسوارات، والملابس الضيقة، والصنادل المفتوحة من الأمام، وطلاء الأظافر، وثقب الأنف، والمكياج.
وأكدت أن مليشيا الحوثي غالباً ما تجرب في البداية قيوداً على نطاق أصغر، على سبيل المثال في القرى، أو جامعة واحدة فقط، أو قسم محدد، لاختبار الاستجابة ومستوى المقاومة.
وأشارت إلى ما حدث في العام الماضي في مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء، عندما وزعت المليشيات وثيقة تحظر على النساء استخدام الهواتف الذكية وارتداء المكياج والعمل في المنظمات الإنسانية، واصفين هذه الأنشطة بـ"الغزو الأيديولوجي"، وغالبًا ما تُفرض على النساء أكثر من الرجال.